يعرض التجار منذ أيام أطيب و ألد المنتوجات الخاصة باحتفالات راس السنة الامازيغية التي يطلق عليها الجزائريون اسم الناير نسبة إلى شهر يناير و قد تفنن هؤلاء التجار في تزيين بضاعتهم ليتوق إليها المستهلك و يشتريها دون أن يمنعه من ذلك أسعارها المرتفعة و التي تزيد التهابا كل سنة رغم وفرتها بمعظم محلات المواد الغذائية و الأسواق اليومية للخضر و الفواكه بكل الأحياء و بكميات كبيرة جدا و تعتبر المكسرات و الفواكه الجافة أساس هذه الاحتفال الذي لا يطيب للعائلات و خاصة الأطفال من دونها فالعادات الامازيغية تقول بان جلب هذه المأكولات إلى البيوت عند راس كل سنة يمهد لسنة سعيدة و مليئة بالأرزاق و الخيرات لذلك لا يتوانى بعض الناس عن إحياء هذه العادة و البعض الآخر لا يسعى إلى تقليد الاحتفال بل يشبع رغبته في ملء البطون .و ذلك بالنسبة للتجار بمثابة فرصة أخرى لجمع أرباح إضافية وتختلف من سوق لأخر فالأسواق الشعبية المعروفة تكون أكثر استقطابا للزبائن من غيرها و هذا ما لمسناه بسوق المدينة الجديدة و سوق " لاباستي" بوسط المدينة رغم ان الأسعار بها لا تختلف عما يعرضه باعة آخرون بأسواق أخرى و في بعض الأحيان تعرض هذه الأخيرة منتجات ذات جودة أفضل و في كل الأحوال يبقى الغلاء هو سيد الموقف خصوصا اذا علمنا ان بعض هذه الفواكه الجافة عرضت في هذا الموسم بازيد من 2000 دج للكيلوغرام و من ذلك الفستق "بيستاش" الذي يحبه الصغار و الكبار على حد سواء و حسب بعض الباعة فان سعره لم يكن مرتفعا بهذا الشكل قبل أسابيع قليلة من اقتراب عيد يناير مثله مثل عدة منتجات أخرى مثل الجوز الذي قفز سعره هو الآخر إلى 850 و950 دج للكيلوغرام أما البندق فتراوح سعره ما بين 700 و 800 دج للكيلوغرام أيضا بمعظم المحلات و يزيد السعر او ينقص من تاجر إلى اخر حسب النوعية و الحديث يقاس على الكاجو الذي قفز سعره هو الآخر إلى 1800 دج .أما اللّوز و الفول السوداني فهما في اخر القائمة نظراً لإنخفاض سعرهما نوعا ما عن المنتوجات الأخرى فاللوز بقشره عرض أمس بحوالي 600 دج للكيلوغرام و الفول السوداني ب 400 دج و يرجع معظم الباعة هذا الغلاء الفاحش إلى عوامل خارجية فبلادنا لا تزال تستورد مثل هذه المنتوجات الفلاحية من عدة بلدان و يختلف السعر و النوعية حسب المورد.و بعملية حسابية بسيطة فان إحياء ليلة راس السنة الامازيغية بهذا النوع من المأكولات يكلف رب الأسرة ما بين 7000 و 10000 ألاف دج بإضافة الحلويات و الشوكولاطة التي لاغنى عنها و التمر و بعض الفواكه الطازجة او المجففة مثل "الحبالى" الذي عرض أمس ب 600 دج للكيلوغرام هذا دون إغفال المكونات التي تدخل في تحضير بعض الأطباق التقليدية الخاصة بذات المناسبة و المشروبات ايضا .
تاريخ الناير
الناير لا علاقة له بالوثنية، بل هو عيد رأس السنة الميلادية حسب تقويم جوليان القديم، وأول من احتفل به الأندلسيون، ثم انتقل إلى الغرب الجزائري وشمال المغرب. أما شيشنق فلم يعرف الجزائر ولا هو بربري بل مصري من إهناسيا بمحافظة بني سويف غرب مصر، المنطقة الصحراوية ذات الأصول الليبية، ولم يقم بحرب، بل اعتلى العرش سلميا لأنه مصري وكان يعيش في القصر. فالمصريون هم أولى به من غيرهم، ومع ذلك فهم يسخرون من هذه الخرافة.
ولمعرفة أصل الناير، اقرأ الصفحة 153 من هذا الكتاب:
https://www.facebook.com/mouwachahat
سيفاكس - وهران - الجزائر
12/01/2014 - 167486
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/01/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حياة
المصدر : www.eldjoumhouria.dz