الجزائر

الجزائريون يأكلون أوساخ "الصرف" مع الخبز والأغذية غير مغلفة



قد تبدو الكثير من السلوكات الذي تصدر عن التاجر والتي لديها علاقة بشروط النظافة، هيّنة ولا تحتاج لأن يحتج عليها.. وقد تبدو بعض الإجراءات الوقائية التي يطالب بها المستهلك الجزائري ليحمي صحته، مبالغا فيها..ولكن هناك تجاوزات على شروط النظافة تتكرر وبصفة يومية من طرف التجار المناوبين للأغذية غير المغلفة، يراها المختصون في الصحة العمومية وجمعيات حماية المستهلك، وراء عديد الأمراض والتسمّمات وحتى السرطانات التي تتسلل إلى أجساد الجزائريين عن جهل، وقد تؤدي بحياتهم، وهي تتعلق بلمس الأوراق والقطع النقدية بأيادي هؤلاء.
وأمام هذا الخطر الذي يهدّد الصحة العمومية، أصبح "الأميار" الجدد، مطالبين بتفعيل مكاتب الوقاية التابعة للمجالس الشعبية البلدية، والتي حسب، نائب النقابة الوطنية للصحة العمومية السيد علي خميس ورئيس جمعية حماية وإرشاد المستهلك، مصطفى زبدي، الكثير منها لا تقوم بدورها اللازم للقيام بمراقبة شروط النظافة في المطاعم والمخابز ومحلات بيع المواد الاستهلاكية، ولا تلزم التجار المناولين للأغذية غير المغلفة والخبازين بتفادي هؤلاء قبض الأموال من الزبائن والاشتراط عليهم تولي مهمة ذلك قابض مخصص لهذه المهمة.
في هذا السياق، قال البروفسور محمد بقاط بركاني، رئيس مجلس عمادة الأطباء والمختص في الأمراض التنفسية، إن أقذر شيء يلمسه الجزائريون يوميا، هي القطع والأوراق النقدية، وهي خطر يهدّد الصحة العمومية، ورغم ذلك تصمت مكاتب الوقاية التابعة للبلدية والوحدات الصحية عن ظاهرة قبض الأموال من طرف المناولين للأغذية والخبازين، وبائعي الحلويات والعاملين في المطاعم الذين يتكفلون بهمة تقديم الوجبات. وحذر بقاط، الجزائريين من تجاوز مثل هذه الأمور حيث أكد، أن وسخ النقود وما تحمله من قذارة وراء عديد السرطانات خاصة المتعلقة بالجهاز الهضمي، ووراء حالات التسمم غير المعروفة والالتهابات النادرة والتي تمس البلعوم والأمعاء.
من جهته، دعا نائب النقابة الوطنية للصحة العمومية السيد علي خميس، إلى إيفاد لجان دورية لمراقبة شروط النظافة في محلات بيع المواد الغذائية خاصة غير المغلفة والمخابز ومحلات البتزا، ومعاقبة التجار الذين يلمسون الأغذية ويخبزون، ويقومون في نفس الوقت بقبض الأموال دون مراعاة صحة الزبائن.
وقال إن الكثير من المؤسسات العمومية، لا تتوفر على المطاعم ما يضطر العمال والموظفين، إلى تقبل وجبات المطاعم القريبة من مؤسساتهم مكرهين في الكثير من الأحيان، وهو ما قد يهدّد صحتهم، حيث طالب مكاتب النظافة وفرق مكافحة الغش، بلعب دورها، سيما وأن شروط النظافة تتعلق بطرق تقديم الوجبات وبسلامة المواد الأولية وشروط الحفظ.
وأرجع رئيس جمعية حماية وإرشاد المستهلك، مصطفى زبدي، اللامبالاة بصحة الزبائن والمستهلكين، إلى غياب ثقافة الوعي الصحي عند الكثير من التجار المناولين للأغذية غير المغلفة، وانتشار العمل في التجارة دون تكوين أو دورات تحسيسية وغياب تعلم طرق المناوبة الجيدة للأغذية غير مغلفة. وقال زبدي "ليس هناك أكثر عفونة من الأوراق والقطع النقدية" مشيرا إلى أن المشكل المطروح الآن بحدة في المخابز ومحلات بيع البيتزا و"المحاجب" والأغذية التي تحوي سوائل زيتية كا"لشاورما"، حيث يتولى مناولوها مهمة قبض الأموال.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)