تشكل الهجرة ظاهرة بشرية دائمة في حياة الشعوب والأمم الحرة والمستعمرة، وتختلف دوافعها العامة باختلاف المكان والزمان الذي تحدث فيه. وعرفت الأمة الجزائرية مثلها مثل بقية الأمم العديد من الهجرات الخارجية، لعل الهجرة نحو المشرق العربي والحجاز أثناء عهد الإستعمار الفرنسي من أهمها وأخطرها على السواء. وقد سعت سلطات الإحتلال الفرنسي إلى منع هذه الهجرة بشتى الطرق واضعة الحواجز والعراقيل أمام المهاجرين الجزائريين، من أجل تحقيق هدف إستعماري هو فصل الجزائر عن الشرق والسعي إلى إلحاقها بالغرب حسب الإدعاءات الفرنسية. شهدت الجزائر غداة الاحتلال موجات هجرة كثيرة اتجاه المغرب وتونس، إنطلاقا من مدينة الجزائر قبل أن تمتد إلى المدن الجزائرية الأخرى. وشملت في البداية الأعيان والعلماء ثم توسعت إلى المناطق الريفية نتيجة للضغوط الإستعمارية. ويمكننا ذكر العديد من دوافع هجرة الجزائريين التي من بينها الهروب من الحكم الإستعماري النصراني الذي حال دون ممارسة طقوس وشعائر الإسلام.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/12/2021
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - عبد القادر صحراوي
المصدر : الحوار المتوسطي Volume 5, Numéro 2, Pages 170-179