الجزائر

الجزائريون وأحداث الساعة عندما يصبح المواطن مدربا، محللا رياضيا وحتى خبيرا في السياسة



الجزائريون وأحداث الساعة               عندما يصبح المواطن مدربا، محللا رياضيا وحتى خبيرا في السياسة
أثبت الجزائريون في العديد من المرات ولعهم بأحداث الساعة ومتابعتهم لأدق تفاصيلها، لا سيما في ظل توفر مختلف الوسائط الإعلامية التي باتت تمكّنهم من إرواء عطش البحث عن المعلومة و”الخبر الطازج”  وكلنا يتذكر كيف تحوّل الجميع أثناء مجريات كأس أمم إفريقيا وكأس العالم إلى محللين رياضيين نافسوا الناخب الوطني حينها، الشيخ سعدان، بوضع خطط هجوم ودفاع ووسط ميدان لضمان الربح وتفادي الخسارة.وجاءت أحداث تونس الخضراء لتغير دفة شغف الجزائريين، الذين راحوا يتطلعون إلى كل جديد من الأخبار آت من الشقيقة التي انتفضت، قبل أن يستقر الاهتمام على كل الأحداث التي عرفتها مصر، وتحوّلوا معها إلى عباقرة في السياسة، فالكل أصبح محللا ولا تكاد أي جلسة رجالية أن تخلو من حديث في هذا الشأن.وفي هذا الإطار، قال لنا محمد موظف من البليدة “في بداية أحداث مصر، تمحورت الأحاديث بيننا على رهان ذهاب مبارك من بقائه، وكان الأمر سجالا بين من يعطي الحجج التي يراها ملائمة لتفكيره لإقناع الآخرين”. وأضاف محدثنا أن الحديث في السياسة عاد ليغلب على كل حديث آخر وأحيانا كان يصل إلى حد اقتطاعه من وقت العمل، فالكل يتوقف بالمكتب إلى غاية إيضاح الفكرة. ويتواصل سيناريو النقاش المفتوح على الاتجاه والاتجاه المعاكس ليمتد إلى المقاهي التي تعد أستديو مفتوح على جميع الآراء مدعمة بشاشات التلفزيون التي يضبطها أصحابها على القناة التي يفضّلها الزبائن لمعرفة كل جديد، لينافس المواطن البسيط غيره من دكاترة العلوم السياسية والمحللين الذين تزدحم بهم الفضائيات في تحليل الشأن المصري.وقد يمتد الأمر إلى داخل أسوار المنزل الذي تجد فيه الزوجة نفسها مضطرة للاستماع لكل ما تجود به قريحة زوجها في هذا الشأن ولسان حالها يقول إنها أيضا “تملك باعا في السياسة، بعد أن كان لها رأيها الخاص في زمن هيمنة الكرة على الأحداث”، حيث تغيّرت الأمور ولم يعد النقاش مرتبطا بالعنصر الرجالي فقط فالجزائرية أيضا صار بإمكانها أن تدلي بدلوها في الأحاديث السياسية، ولو أنها تقتصر في تعبيرها عن ذلك بالدعوات الصادقة لتنطفئ جمرة الصراع في الشقيقة مصر وبحماية أهلها الآمنين.العاقل زهية


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)