اكتشف آلاف الجزائريين، ممن زاروا المعرض الوطني للفلاحة المنظم بمناسبة خمسينية الاستقلال الوطني، أن بلدهم يتوفر على كافة إمكانيات العمل المستقبلي، لتأمينهم من الجوع والخوف، وهم الذين طافوا وشاهدوا ثلاثة فضاءات
اختزلت المعرض، هي عالم الريف وعالم التغذية، فيما تصل حلقة العلم والتكنولوجيا بين العالمين،
وخلصوا إلى استنتاج مفاده ''كم كنا معطوبين ومعطلين في بلد يحتضن كل هذه الخيرات''.
الذاهبون إلى معرض الفلاحة الذي يعدّ الأول من نوعه منذ الاستقلال، هم مثل خلايا النحل، شكلت فضاءاته التي رتبت على الطريقة الأوروبية (كل فضاء يقود إلى الآخر) نقطة استقطاب للزوّار، من أطفال وشباب ونساء، وحتى مسنين.
وشكل فضاء عالم الريف نقطة جذب، خاصة لآلاف الجزائريين ممن رأوا فيه وجهة سياحية، فتحت دهشة البعض وتساؤلات البعض الآخر، عن الطريقة التي صمّمت بها الخيم الصحراوية والأكواخ والجبال والمغارات والوديان والينابيع، وهي صور تجسد عالم الريف بكل تفاصيله لتكتمل مع أنواع أخرى من الحيوانات.
فضاء الريف يشدّ الجميع
هذا الفضاء مارس تأثيره على الزوّار، لاسيما الأطفال والشباب الذين كانوا يتسابقون لأخذ صور بجانب تلك الجبال والأكواخ، مثلها مثل الخيم الصحراوية التي كانت حاضرة هي الأخرى بتقاليد سكانها ممن جاؤوا من تمنراست، أدرار، بشار، المسيلة والجلفة، وعرضوا ما ينتجونه من لباس تقليدي، مثل القشابية، البرنوس والحايك واللباس العربي لأولاد نايل. هذا الفضاء الخاص بالريف يجسد، حسب محافظ المعرض، السيد عبد القادر خليفة، مراحل تاريخية للريف الجزائري، وأشرفت على تصميم هذا الفضاء الشركة الجزائرية للهندسة الريفية.
ولعل تخصيص وزارة الفلاحة لفضاء خاص بالريف الجزائري في هذا المعرض، يمليه المنظور الجديد للتنمية الفلاحية الذي يريد القائمون على تسيير القطاع تجسيده مستقبلا. ويكمن، حسب تصريحات الوزير، رشيد بن عيسى، في أن ''التنمية الفلاحية لابد أن تشمل كامل المناطق عبر التراب الوطني، حتى لا نسقط في القاعدة التي كان يعمل بها الاستعمار الفرنسي، وهي التركيز على ما يسمّيه بالجزائر المفيدة، دون منح أي اهتمام للأرياف''.
وهذا المنظور الذي يدافع عنه وزير الفلاحة، يهدف إلى تحسين ظروف معيشة كافة السكان في الأرياف، من جانب تحسين الوفرة الغذائية، خاصة أن عددهم يقدّر، اليوم، بأزيد من 40 بالمائة. هذا المعرض الذي يسدل الستار عنه اليوم، ونظم تحت شعار ''أمس، اليوم، الغد''، واحتضن 250 مشارك، بين مؤسسات عمومية وخاصة وجمعيات، قسم إلى ثلاثة فضاءات، علم الريف ثم عالم التغذية، ويصل بين العالمين فضاء العلم والتكنولوجيا. فالزائر لفضاء التغذية بوسعه أن يقف على كثير من المنتوجات الفلاحية المستخرجة من الخضر والفواكه، وآليات غرسها وجنيها وتعليبها وتسويقها، والمعاهد المتصلة بدراسة نوعية تربة زراعتها.
إضافة إلى ذلك، بوسع الزائر أن يقف على منتوجات حيوانية، من حليب الناقة والبقر والغنم ومشتقاتها، إلى أنواع أخرى من اللحوم البيضاء والحمراء وماكنات لإنتاجها وتعليبها وتسويقها، خاصة بالحليب والياغورت واللحوم. وقد استقطب هذا الفضاء آلاف الجزائريين ممن كانوا يتأملون في منتوجات الأرض الجزائرية، حتى أن سعيد، وهو مواطن من تيزي وزو، قال: ''لأول مرة أطلع على إمكانيات متوفرة لإنتاج نوعية جيّدة من الخضر والفواكه، أحسن من تلك المتوفرة في أوروبا أو تضاهيها''، فيما تساءل آخرون عن سبب عدم توفر كل هذا الإنتاج بنوعيته خلال العشريات الماضية، وأين كانت هذه الطاقات والكفاءات التي أنتجت ذلك، ليردّ عليه آخر بالقول إنها كانت معطوبة ومعطلة، لأن ألاعيب الساسة هي التي اختارت ذلك.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/02/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : نوار سوكو
المصدر : www.elkhabar.com