الجزائر

«الجزائرنيوز» تستطلع الشارع: رمضان الفرد الجزائري.. بكم؟



يعد مظهر تغيير السلوك الاستهلاكي لدى المواطن الجزائري بحلول كل شهر رمضان ومقارنة بالأشهر المنصرمة، أمرا شائعا لدى عامة الناس، حيث أضحى الفرد يتبنى نمط استهلاكيا استثنائيا خلال الشهر الفضيل غالبا ما يلزمه بإنفاق عشرات الأضعاف مما كان ينفقه في الأيام العادية، وذلك إلى حد بروز مظاهر أخرى لها علاقة مباشرة بهذه الخصوصيات. كالتبذير المفرط الذي تعكس صوره الكميات المتزايدة من النفايات المنزلية التي ترمى يوميا في المزابل.من أجل معرفة الأسباب التي تجعل المواطن الجزائري يقبل هذا التغيير في عاداته الاستهلاكية والأمور المترتبة عنها المتعلقة بالمصاريف من أجل اقتناء مواد غالبا ما ينتهي بها الأمر في المزابل، أبت «الجزائرنيوز» إلا أن تقوم بجولة استطلاعية في أزقة عاصمة جرجرة، مست من خلالها بعض الأسواق المنظمة ومحلات بيع المواد الغذائية والخضر والفواكه، وكانت وجهتنا الأولى «سوق الرحمة» الذي يشهد يوميا توافد المئات من المواطنين، حيث أكد لنا أغلبية الذين تحدثنا إليهم حول الموضوع، أن تغيير سلوك استهلاكهم خلال شهر الصيام فعل غير إرادي تتحكم فيه عوامل عدة، خاصة البحث عن إشباع شهواته الغذائية في هذه الفترة، وأنهم لا يولون أي اهتمام للأموال التي يصرفونها لبلوغ هذا الهدف. وفي هذا الصدد أكد لنا عمي الطاهر، رب عائلة، أن ما يدخره من مال في 11 شهرا يصرفه كاملا في رمضان..»خلال هذا الشهر لا أولي أي اهتمام لما أنفقه من أموال»، وأضاف:«أصرف ما يقارب 6000 دج يوميا وأراه مبلغا معقولا غير مبالغ فيه!». وأشار آخر إلى أن عينه تشتهي كل ما تراه من مختلف الأغذية والوجبات والحلويات والفواكه، وما عليه سوى اقتناء كل ما يرغب في تناوله دون النظر لثمنه:«في هذا الشهر أصرف ما يزيد عن 6 ملايين سنتيم أنا وأسرتي المتكونة من 4 أفراد». وذهب بعض المواطنين الذين التقيناهم بالسوق المغطاة للخضر والفواكه بشارع «عبة» إلى الثقافة السائدة في الآونة الاخيرة في المجتمع الجزائري، إذ لا يستطيعون حرمان عائلاتهم مما هو متاح للعائلات الأخرى مهما كلفهم الأمر ذلك. وفي هذا الإطار صرحت مواطنة:"عائلتي من حقها تناول ما ترغب فيه على غرار الأسر الجزائرية الأخرى»، وقالت:«أصرف ما يعادل 5 ملايين سنتيم في 30 يوما، والمهم أني لا أرى عائلتي تحرم من شيء وأنا قادرة عليه، وهذا ليس عيبا ولا مباهاة». من جهة أخرى، وعن مدى استهلاك المواطن كل المواد التي يقتنيها من عدمه، اقتربنا من بعض المواطنين لكن أغلبيتهم تحاشى الإجابة عن هذا السؤال، وإن كان ذلك فإن إجابتهم انحصرت فقط في إطار أنهم يتقاسمون الإنسان المحتاج الوجبات التي يحضرونها خلال هذا الشهر وبأنهم بعيدون عن التبذير.. إلا أن الواقع يثبت عكس ذلك، فالنفايات المتراكمة في أزقة وشوارع تيزي وزو تثبت عكس ذلك. كما أنها خير دليل على أن معظم هذه المواد الغذائية ينتهي بها الأمر في المزابل. وفي السياق ذاته، حاولنا معرفة الكمية اليومية من النفايات التي يرميها المواطن في هذا الشهر، وهل تختلف مع نظيرتها في الأيام العادية، صرح الكثير منهم أن الكمية تتراوح بين 3 إلى 5 كلغ، إذ يرون أنها لا تختلف كثيرا عن تلك الكميات التي يخرجونها في الأيام العادية، وإن اختلفت فهذا أمر عادي حسبهم، لكون العادات الاستهلاكية تختلف في هذه الفترة، موضحين أن ما يرمى في المزابل هو عبارة عن بقايا الخضر وبعض المواد الأخرى الصلبة كعلب المصبرات، كما أنها خالية تماما من المواد الغذائية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)