الجزائر

الجزائر و الملف الموريسكي خلال العهد العثماني



كانت الخريطة السياسة لشبه الجزيرة الإيبرية في القرن الخامس عشر الميلادي( القرن التاسع الهجري)، تتألف من عدة كيانات سياسية، تمثلت في مملكة قشتالة، و مملكة الأرغوان، و مملكة النفار، و مملكة البرتغال، و هي ممالك مسيحية، و إلى جانب منها مملكة غرناطة الإسلامية. مع العلم، أن هذه الممالك المسيحية، كانت ترغب في التوسع و الانتشار خارج حدودها من شبه الجزيرة الإيبرية، و ذلك ما نراه في سعي البرتغاليين إلى اكتشاف المحيط الأطلسي، و السيطرة على السواحل الغربية لإفريقيا، و تمكن الأرغوان من بسط سيطرته على جزء كبير من غرب البحر الأبيض المتوسط، و السيطرة على أغلب جزره، و أما مملكة النفار الصغيرة، فلم يكن لها شأن يذكر، كما أن قشتالة، كانت تمزقها عدة حروب داخلية. و في سنة 1469م (874هـ)، تزوج فرديناند، ملك الأرغوان، ايزابيلا، ملكة قشتالة، و بهذا الزواج توحدت المملكتان في الأهداف و المسعى، اذ توسعتا داخل المحيط الإسباني و ذلك بالقضاء على مملكة غرناطة الإسلامية، و خارجه في البحر الأبيض المتوسط ببسط نفودهما على ممراته. إن زواج فرديناند و ايزابيلا قد جمع بين مملكتين من الممالك الثلاث (قشتالة، الأرغوان، البرتغال)، التي صارت موجودة تحت سلطة تكاد تكون مشتركة، رغم أنه لم يؤد ذلك إلى توحيد مملكتي قشتالة و أرغوان في دولة واحدة، لأن مملكة أرغوان استمرت في تكريس اهتمامها على جزر البحر الأبيض المتوسط؛ و على ايطاليا. التي كانت محكومة من قبل ديبلوماسيين و سياسيين ذوي اتجاه تجاري، بينما كانت لمملكة قشتالة -التي يسيطر عليها نبلاء عسكريون- نظرة سياسية أكثر عدوانية، و لم تكد تسقط غرناطة - آخر مملكة في شبه الجزيرة - حتى مد رجال قشتالة عيونهم عبر مضيق جبل طارق إلى ميادين جديدة للنشاط العسكري. و قد أرسلت إيزابيلا جاسوسا ليتعرف على ما يجري في شمال افريقيا فكان تقريره كالتالي:" إن كل البلاد في حالة يبدو أن الله أراد أن يمنحها لأصحاب الجلالة".

تنزيل الملف


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)