الجزائر

الجزائر منحت باريس فرصة الظهور كقوة حامية للقارة السمراء البروفيسور بجامعة ليون هواري عدي ل"الفجر"



الجزائر منحت باريس فرصة الظهور كقوة حامية للقارة السمراء البروفيسور بجامعة ليون هواري عدي ل
زيادة نفوذ فرنسا في مالي والساحل لا يخدم الجزائر
أكد هواري عدي، البروفيسور بمعهد العلوم السياسية بجامعة ليون في فرنسا، في حوار مع جريدة ”الفجر” بمدينة ليون، بأن الوضع الأمني في مالي مقلق بالنسبة للجزائر، بحكم الحدود، وكون دولة مالي محاذية للصحراء الجزائرية، حيث تتواجد المواقع البترولية، مؤكدا أن تأثيرات هذه الحرب ستكون وخيمة جدا، منتقدا في تقديره عدم موافقة الجزائر على التدخل العسكري في مالي أو المشاركة فيه، من باب تضييع الجزائر لفرصة توسيع نفوذها في المنطقة.
كيف ترون موقف الجزائر إزاء الأزمة المالية؟
الموقف الرسمي الجزائري حيال أحداث مالي فيه شيء من الغموض، مما يعتبره البعض غير منطقي، حيث أن الجزائر تحارب الإرهاب بداخلها وترفض محاربته على حدودها، فأنا شخصيا لم أستوعب هذا المنطق، إذ كان من المفروض على الجزائر أن تفرض سيادتها وتبسط نفوذها في المنطقة لأن النشاط الإرهابي يهدد استقرار الجزائر، وهو ما بينته حادثة عين أمناس، فالجزائر مهدت لفرنسا أن ترجع إلى حدودنا الجنوبية مع مالي.
هل تعتقد أن السلطة في الجزائر غافلة عن هذا الطرح؟
الجزائر فقدت قيادتها السياسية بعد وفاة الرئيس هواري بومدين، وحاليا على مستوى الدولة القرار السياسي تشارك فيه جهات متعددة ولا يتخذ من جانب واحد، بمعنى أن الحكم ليس في يد جهة واحدة وهذه ميزة جيدة.
ما هي الأسباب الحقيقية التي أججت الوضع في منطقة الساحل؟
بداية الأزمة تعود إلى مطالب قبلية وسياسية للطوارق في النيجر ومالي، وكانت فرنسا وليبيا في عهد القذافي تدعمان هؤلاء الطوارق بهدف زرع البلبلة على الحدود الجزائرية، إلى جانب المصالح السرية الفرنسية، و”لعور” حسب ما أعلمه كان زعيم عصابة منظمة مختصة في تهريب المخدرات وليست منظمة إسلامية، فتم تدعيمه واستغلاله من قبل جهات خفية واستخباراتية لضرب استقرار المنطقة.
ما هي إفرازات حرب مالي على الجزائر وعلى المنطقة؟
من مصلحة الجزائر حاليا أن تقوي علاقتها مع حكومة باماكو، لكي لا يكون التحالف بين مالي وفرنسا قويا، لأنه ليس من مصلحة الجزائر أن يكون هذا التحالف، والماليون سينظرون للجزائر نظرة عدائية إن بقيت الدولة الجزائرية مكتوفة الأيدي ولم تتعاون معهم، والمنطقة لن تهدأ وسط حضور فرنسي قوي، وهذا لا يخدم الجزائر.
حسب رأيك كان على الجزائر أن تشارك في حرب تحرير شمال مالي؟
الجزائر منحت لفرنسا الفرصة لكي تظهر بأنها تحمي دولة إفريقية مهددة من طرف الإسلاميين، والخطأ لا يكمن في السماح للطائرات الفرنسية بعبور الأجواء الجزائرية فقط، إنما هو عدم دخول الجزائر في إطار حل قانوني للأزمة المالية، سواء في إطار مجلس الأمن أو مع دول التعاون الإفريقي، لأن الجزائر هي أكبر قوة عسكرية بالمنطقة، وما كان عليها أن تترك المجال لفرنسا.
ما هي قراءتكم لأحداث عين أمناس؟
بخصوص ما حدث في عين أمناس هناك عدة أسئلة تطرح نفسها. كيف لعصابة مسلحة أن تقترب من موقع بترولي حساس، فدخول هؤلاء إما أن يكون بتواطؤ جهات أو بمشاركة ودعم أطراف لا تريد الخير للجزائر، وعلى الدولة أن تحقق بعمق في هذه الأحداث للوقوف على الخلفيات الحقيقية.
كيف ترون تدخل الجيش ومعالجته للأزمة؟
لا يوجد حل بديل، فما قام به الجيش الجزائري هو الحل الأنسب، لأنه ليس من السهل التفاوض مع هؤلاء الإرهابيين، فلا يوجد أحسن من القضاء عليهم، قبل أن يتم تفجير الموقع البترولي وما فيه، مع تسجيل قصر في المعالجة الإعلامية للملف.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)