من غير المستبعد ولا المستغرب أن، ثوار الناتو، لو سئلوا عن المتسبب في الاحتباس الحراري أو الفاعل الرئيسي وراء ثقب الأوزون، لردوا من غير تردد بأن الفاعل والمتسبب هو الجزائر... فالجزائر في نظر بعض ثوار، آخر زمن، هي التي أخرجت آدم وحواء من الجنة وتسببت في كل الكوارث التي لحقت ببني البشر ماضيا، حاضرا ومستقبلا... بيدها مفاتيح الزلازل والبراكين، وتحت إبطها الأعاصير، العواصف الهوجاء، الفيضانات، التسوناميات وغيرها من الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية... الدكتور محمد المقيرف، رجل الإقتصاد والمعارض السابق للقذافي والرئيس الحالي الموقت للدولة الليبية ورئيس برلمانها، حاول تبرئة ساحة الليبيين من دم السفير الأمريكي ومن حقه أن يفعل ذلك لكن هل بالضروري أن تكون هذه التبرئة على حساب الجزائر فهو يقول أن الذين قاموا بتصفية السفير كريس ستيفنز، بمقر قنصلية بلاده ببنغازي دخلوا من الجزائر ومالي... نعم، هو متأكد من أنهم دخلوا من الجزائر ومالي وليس من التشاد أو من جمهورية مصر العربية، نعم، فالميليشيات الكثيرة المنتشرة في ليبيا والتي عجزت السلطات عن تجريدها من سلاحها ولم تفلح في إقناعها بضرورة الإلتحاق بالقوات المسلحة النظامية، قلت هذه الميليشيات مسالمة ومستكينة ولا تستطيع إيذاء ذبابة فما بالكم بسفير دولة عظمى اسمها أمريكا.. ثم أن الذين انتفضوا وثاروا ضد الإساءة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم، في ربوع ليبيا ليسوا إلا وافدين من الجزائر وما لي... لماذا كل هذا الإستخفاف بالعزة الليبية و الحمية الليبية و وعي الشباب الليبي الثائر الحقيقي ضد الظلم و الإستبداد .. إن اتهام جهات أخرى بالثوة داخل ليبيا و بتحرك و تململ الشارع الليبي هو انتقاص من مقدرات هذا الشعب الذي أنجب للبشرية رجلا اسمه عمر المختار، الذي كان الفيلم الذي أنتجه المخرج الكبير مصطفى العقاد، من بين حسنات الراحل معمر القذافي التي ستغفر له بإذن الله كثير من أخطائه وخطاياه... على السلطات في ليبيا أن تخفف الوطء قليلا في تعاملها مع جيرانها وألا تستقوي بالأعادي علينا فالقوة هي لله وحده، ومن انتصر بأعداء أمته على إخوانه فلن ننتظر منه شيئا.. وكل يوم والأخوة الجزائرية الليبية راسخة رغم كيد الكائدين...
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/09/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سليمان جوادي
المصدر : www.al-fadjr.com