في حوار أجراه الصديق جمال بن علي مع الشيخ الأستاذ "أبوجرة سلطاني" في خريف 2002 رد هذا الأخير عن سؤال متعلق بموقفه من مشاركة الجزائر في ندوة الفرانكفونية: نحن أصلا دولة فرنكوفونية .. حتى وإن قال الدستور إن اللغة العربية هي اللغة الرسمية فإن هذا لا يمنع 70 ٪ من الجزائريين من معرفة الفرنسية ... وأضاف بأن الانضمام إلى الدول الفرنكوفونية سيضعف أنصار الفرنسية والفرنكوفونية في الجزائر لأننا نسحب منهم ورقة كانوا يساومون ويزايدون بها علينا ويؤكد الأستاذ أبوجرة بأن منظمة الدول الفرنكوفونية مطمئنة لمستقبل الفرنسية في الجزائر أكثر منها في فرنسا ... والجزائر ثاني دولة فرنكوفونية بعد فرنسا يعني أن الانضمام إليها شكلي فقط ... وللأمانة فإن كلام الشيخ جاء قبل رئاسته لحركة مجتمع السلم مما لا يلزم الحركة في شيء وقد أوردته لإثارة هذا الموضوع ومناقشته ... أنا أتفق كثيرا مع موقف السيد سلطاني وأثني عليه إلا في مسألة الانضمام الرسمي فإني أخالفه فيها... فالجزائر هي فعلا ثاني دولة فرنكوفونية بعد فرنسا والفرنسية في الجزائر وضعيتها جيدة أحسن حتى من وضعيتها في فرنسا ذاتها والمدافعون على الفرنسية كلغة وكثقافة وحضارة أكثر شراسة وضراوة واستماتة من المدافعين عنها في فرنسا ... وتطور الفرنسية في الجزائر بدأ مباشرة بعد الاستقلال وازداد اضطرادا في مطلع الألفية الثالثة مباشرة بعد وأد قانون تعميم استعمال اللغة العربية وبعد إنشاء لجنة إصلاح المنظومة التربوية التي أجبرت تعليمها في السنة الثانية ابتدائي وضخمت توقيتها على حساب توقيت اللغة العربية ... وازدادت الفرنسية اطمئنانا على مستقبلها في الجزائر حين أصبحت اللغة الرسمية "غير المعلنة" للجزائر الرسمية بجعلها لغة التخاطب الوحيدة بين الرسميين الجزائريين مع الإبقاء والمحافظة على العربية في برقيات التعازي التي ترسل إلى الدول العربية دون سواها .... المدافعون عن العربية في الجزائر التزموا الصمت ولكل سببه فمنهم من رأى أن اللغة الوطنية هي مشروع سياسي متكامل يجب أن تتكفل بها الدولة والنظام القائم ولا تحتاج لمن يدافع عنها ومنهم من خاف على ضياع خبزته أو روحه ومنهم من اقتنع بأن الأجيال القادمة ستتكفل بالأمر وأن الغلبة ستكون للغة العربية وللغة الأنجليزية، أما الفرنسية فإنها إلى زوال واضمحلال حتى في فرنسا ذاتها وأن أذناب فرنسا في الجزائر سينقرضون ولا يبقى إلا خزيهم .... إذن الجزائر فرنكوفونية بل وفرنسية لكننا لا نريد إلحاقها بمنظمة الدول الفرنكوفونية حتى لا نضطر بعد جيلين للانسحاب منها.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/08/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سليمان جوادي
المصدر : www.al-fadjr.com