الجزائر خسرت أكثر من ملياري دولار

جاء تقرير بنك الجزائر في طبعته الأخيرة، ليؤكد المخاوف التي حاولت حكومة سلال إخفاءها والتقليل من مدى خطورتها وتأثيرها على المستقبل القريب للجزائريين، لتفضح الأرقام عن تراجع محسوس لعائدات صادرات الجزائرمن النفط، بخسارة الجزائر لأكثر من مليار دولار خلال ثلاثة أشهر فقط، وتراجع في حصة الشركاء الأجانب بما يتجاوز 900 مليون دولار. يتزامن صدور تقرير بنك الجزائر والتصريحات التي أعلن عنها مؤخرا الوزير الأول عبد المالك سلال، والتي يعد من خلالها برفع إنتاج الجزائر من النفط نهاية السنة الجارية، لتدارك ما خسرته الجزائر من مداخيل العملة الصعبة خلال السنتين الأخيرتين.ويشير بنك الجزائر في النشرة الإحصائية للثلاثي الأول للسنة الجارية، عن تقلص صادرات سوناطراك من البترول الخام لوحده ب 19,7 مليون برميل، حيث صدّرت الجزائر إلى غاية نهاية مارس الماضي 42 مليون برميل فقط، مقابل 61,7 مليون برميل. وتؤكد ذات الأرقام، استمرار تراجع صادرات الجزائر من البترول الخام، التي انخفضت من 272,8 مليون برميل خلال سنة 2009 بما قيمته حوالي 17 مليار دولار كعائدات للبترول الخام لوحده، إلى 222,2 مليون برميل سنة 2013 بما يعادل مداخيل تصل قيمتها 24 مليار دولار، الارتفاع الذي فسره مختصون في القطاع بالمستويات القياسية التي سجلتها أسعار البترول خلال السنوات الأخيرة. صادرات الغاز هي الأخرى، عرفت تراجعا محسوسا، خاصة بعد الاعتداء على أهم موقع غازي بتيڤنتورين، حيث تقلصت مداخيل الغاز الطبيعي لوحده بما يقارب 1,8 مليار دولار، لتنخفض من 4,5 مليار دولار خلال الثلاثي الأول لسنة 2013 إلى 2,7 مليار دولار خلال نفس الفترة لهذه السنة. أما فيما يتعلق بالعائدات الإجمالية لصادرات النفط، فتراجع مستواها ب 2,1 مليار دولار حتى نهاية مارس الماضي، لتتراجع من 17,65 مليار دولار خلال الثلاثي الأول لسنة 2013، إلى 15,53 مليار دولار لنفس الفترة من السنة الجارية.بخصوص حصة الشركاء الأجانب، فتأثرت هي الأخرى بتراجع إنتاج الجزائر من البترول والغاز، لتقدّر مداخيلها خلال الثلاثة أشهر من السنة الجارية ما قيمته 1,02 مليار دولار، مقابل 1,9 مليار دولار خلال نفس الفترة من السنة الماضية، أي ما يمثل تراجعا بما تجاوزت قيمته 900 مليون دولار.