حذّر رئيس المركز الأوروبي العربي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات بألمانيا، جاسم محمد، من محاولات تنظيم ”داعش” الإرهابي توسيع دائرة الفوضى إلى تونس والجزائر انطلاقا من ليبيا، وقال في حديث مع ”الفجر”، إنه ورغم التهديدات إلا أن تونس والجزائر تمتلكان سياسات ناجحة لاحتواء الجماعات الإرهابية في الداخل وحماية الحدود الخارجية.أبرز الباحث جاسم محمد أنه تبقى دول شمال إفريقيا خاصة تونس، مهددة ربما أكثر من الجزائر، من قبل تنظيم داعش والجماعات الإرهابية، كون هذا التنظيم يحاول توسيع تواجده إلى خارج ليبيا، عبر فتح جبهات جديدة من خلال جر دول المنطقة إلى الفوضى مثلما حدث على مستوى الحدود التونسية الليبية، لكن في اعتقاده هناك سياسات ناجحة في تونس والجزائر لاحتواء الجماعات الإرهابية في الداخل وحماية الحدود الخارجية، وقال أن الجزائر تعتبر من أفضل الدول في مواجهة الإرهاب، فهي تتمتع بسياسات ناجحة في محاربة التطرف، ويعود ذلك إلى منتصف تسعينيات القرن الماضي التي تعرف ب”العشرية السوداء”.وتابع المتحدث أن الجزائر تراقب عن كثب ما يجري في ليبيا، وفي نفس الوقت تملك قاعدة معلومات عن الجماعات الإرهابية في ليبيا وشمال إفريقيا، إلى مستوى معرفة حركة قيادات تنظيم ”داعش” الإرهابي من الصف الأول، وهذا ما يدفع بعض الدول الإقليمية والعالمية إلى طلب التعاون بتبادل المعلومات من الجزائر، مبرزا أن سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول تجنب الجزائر الكثير من المشاكل، لكن يبقى التعاون المعلوماتي ولو كان غير معلن، مطلوبا في متابعة الجماعات الإرهابية وحركة الأشخاص وغسيل الأموال.وفي موضوع متعلق بخلفيات استهداف ”داعش” لفرنسا، يرى رئيس المركز الأوروبي العربي لدراسات مكافحة الإرهاب أن ذلك يعود لعدة عوامل منها وجود جالية مسلمة من اصول مغاربية اسلامية متطرفة، ولها ارتباطات مع الدول الام، بالإضافة إلى سياسات فرنسا في مكافحة الإرهاب خاصة في إفريقيا والآن في العراق وسوريا وليبيا، إلى جانب السياسات الداخلية الفرنسية التي تخدم اليمين المتطرف، وللأسف كانت متطرفة ضد المسلمين، منها فرض ضرائب على الحجاب وفق تعبيره.وتوقع جاسم محمد أن تشهد أوروبا عمليات إرهابية أخرى، رغم حالات الطوارئ والتأهب الأمني، فلا توجد دولة بمأمن عن الإرهاب، لكن في تقديري، أستبعد أن ينفذ التنظيم عمليات إرهابية واسعة، ربما قد تكون محدودة من تنفيذ ”الذئاب المنفردة”، مشيرا إلى فشل أجهزة استخبارات أوروبا في مواجهة التهديدات الإرهابية، وذلك لفهمها الخاطئ لهذه التنظيمات، وأبرز أن هذه الجماعات الإرهابية والمتطرفة كانت تتخذ من أوروبا ساحات لنشاطاتها تحت اسم ”الدعوة” أو ”الحرية الفردية”، إلى حد أن غالبية دول أوروبا لم تحظر نشاطات ”داعش” إلا مؤخرا، بدليل أن ألمانيا حظرت تنظيم ”داعش” في شهر سبتمبر 2014، بعد أن كانت الجهات الأمنية تسمح له بممارسة نشاطاته في الساحات العامة بشكل علني، و”هذا يجعلنا نقول أن السياسات الأوروبية هي الأخرى تتحمل المسؤولية”، يضيف الباحث.وفيما يتعلق بالجنسيات التي أصبحت محل شكوك في أوروبا، وموقع الجزائريين من ذلك، أوضح جاسم محمد، أن دول شمال إفريقيا والساحل هي الأكثر شكوكا، ويضاف لها سوريا والعراق أيضا، لذلك تعمد دول الاتحاد الأوروبي إلى إيجاد صيغة مع دول شمال إفريقيا خصوصا، لترحيل اللاجئين المرفوضة طلباتهم.من جهة أخرى، لخص رئيس المركز الأوروبي العربي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات بألمانيا أسباب اهتمام الشباب الأوروبي بالالتحاق بالتنظيمات الإرهابية وخاصة ”داعش”، عكس بعض الدول العربية والإسلامية كالجزائر التي تصنف ضمن أضعف الدول التي يلتحق رعاياها ب”داعش”، في البحث عن الهوية بين الدولة الأم والدولة التي يعيش فيها، وكذا الاستقطاب الإعلامي من قبل ”داعش” عبر النت، ووسائل التواصل الاجتماعي، وعبر المنابر والفتاوى الدينية المتطرفة من داخل أوروبا.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 26/06/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أمين ل
المصدر : www.al-fadjr.com