الجزائر تفشل في الدفاع عن تراثها وملف القصبة تحت مجهر اليونسكو

تستعد لجنة التراث العالمي لدراسة 38 موقعا جديدا مرشحا لدخول قائمة التراث العالمي، خلال دورتها السادسة والثلاثين التي ستنعقد في الفترة الممتدة من 24 من الشهر الجاري وتستمر إلى غاية السادس من الشهر القادم بسان بترسبورغ بفيدرالية روسيا.
من المنتظر أن تدرس اللجنة ملفات خمسة مواقع طبيعية مرشحة لتضاف إلى قائمة التراث العالمي وهي التالية: تشاد (بحيرات أونيانغا)، الصين (موقع شنغجيانغ الأحفوري)، جمهورية الكونغو والكامرون وجمهورية إفريقيا الوسطى (موقع سنغا المشترك بين هذه الدول الثلاث)، الهند (سلسلة جبال غاتس الغربية)، الاتحاد الروسي (موقع أعمدة لينا الصخرية) كما ستبحث اللجنة أيضا إدراج "المواقع المختلطة" الأربعة التالية لما تتسم به من خصائص طبيعية وثقافية مميزة: إسرائيل (مواقع تطور الإنسان القديم في جبل الكرمل، كهوف وادي المغارة"، المكسيك "معزل بانكو شينشورو للمحيط الحيوي"، بالاو "الجزر الصخرية" في الجزء الجنوبي من أرخبيل بالاو، إسبانيا "موقع بلاسينثيا-مونفراغوي-تروهييو" على البحر المتوسط زيادة على 29 موقعا ثقافيا في عدة دول، بينها كندا، ريو دي جانيرو، الصين، فرنسا، إيران، أندونيسيا، إيطاليا ومنها دول تدخل المنافسة لأول مرة مثل قطر وفلسطين وتشاد وجمهورية الكونغو وبالاو.
والملاحظ في قائمة المواقع الأثرية والثقافية المدرجة والمرشحة للتصنيف العالمي غياب كلي للجزائر التي لم تتمكن من إدراج أي ملف رغم الزخم التراثي والثقافي للبلاد التي لم تتوان خليدة تومي في كل تدخلاتها بإبرازها" كقارة ثقافية"، كيف يمكن أن تفشل دولة مثل الجزائر في الدفاع عن ملفاتها أمام دولة صغيرة مثل قطر التي لا تملك الزخم الحضاري الذي تملكه الجزائر أو أمام دولة تحت الاحتلال مثل فلسطين؟!
وإذا تم ربط الموضوع بالمال الذي قد تكون قطر دفعته للمنظمة الدولية لقبول ملفها فالجزائر أيضا سبق أن قدمت 5 ملايين يورو هدية ومساهمة في صندوق المنظمة ولكن بدون نتيجة وربما ستتم مكافأة الجزائر بطريقة أخرى عندما يتم طرح ملف القصبة، لأن الاجتماع من المقرر أيضا أن يدرس تقارير أعدتها المنظمة عن حالة 105 موقع من الممتلكات التي سبق أن أدرجت في قائمة التراث العالمي وقد سبق لذات المنظمة أن نشرت سلسلة من التقارير على موقعها تبرز التدهور الذي وصل إليه موقع القصبة وتيبازة منذ تصنيفهما في قائمة التراث العالمي وطبعا لا يمكن تفسير هذا التدهور وغياب الجزائر التي كانت مرشحة لاستضافة إحدى دورات المنظمة إلا بغياب سياسة ثقافية للقطاع.