تعتزم الجزائر انجاز متحف مفتوح للآثار القديمة في البوابة الرئيسية لمخرج "مترو الأنفاق" في شطره بين البريد المركزي وساحة الشهداء بالقرب من منطقة "القصبة القديمة" التي تعد موقعا اثريا تم تصنيفه ضمن التراث العالمي من جانب نظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو).
وأكد المدير العام للديوان الجزائري لتسيير الممتلكات المحمية واستغلالها في الجزائر عبدالوهاب زكار في تصريح صحفي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان الديوان قرر انجاز متحف في المحطة لتزيين بوابة المترو بالتنسيق مع المركز الجزائري للبحوث الايكولوجية والمركز الفرنسي المتخصص في الحفريات داخل المدينة.
وأبرز زكار أن مؤسسة (ميترو الجزائر) حافظت على الآثار القيمة التي اكتشفها فريق الأشغال الذي كان يقوم بالحفريات تحت الأرض التي ستكون مسارا لمرور مترو الأنفاق.
وفي الوقت نفسه نفى تأثير اشغال المترو على المنطقة التاريخية التي تعد مركزا تراثيا ضخما للجزائر العاصمة وللجزائر ككل.
واكد ان وزارة الثقافة ووزارة النقل الجزائرية اتفقتا على ضرورة تكييف المكان حسب طبيعة الموقع الذي يضم آثارا تعود الى حقب تاريخية متعددة تشكل ذاكرة وعنوان الهوية الثقافية للجزائر التي يتعين حفظها للأجيال القادمة.
وكشف مدير أعمال التنقيب العضو في المركز الوطني الجزائري للأبحاث والآثار كمال ستيتي أن "الجهة الغربية" من ساحة الشهداء تشهد منذ الرابع من يوليو من عام 2009 حفريات وعمليات تنقيب من اجل تشخيص آثار تعود الى حقب تاريخية مختلفة مضيفا ان فريق العمل المكون من 17 مختصا في علم الآثار من بينهم خمسة فرنسيين تابعين للمعهد الفرنسي لعلم الآثار اكتشف معالم أثرية هامة على عمق نحو خمسة أمتار من الحفر تمت ازالة التراب عن عدة طبقات تمثل كل واحدة منها حقبة زمنية معينة.
وتتمثل الطبقة الأولى وهي الطبقة السفلية في واد ذي اتجاه شمال-جنوبي يعود الى الفترة الرومانية وفوقه جدار تم هدمه محاط بتربة استخرجت منها شظايا لقطع من السيراميك يعود تاريخها الى نهاية القرن الأول الميلادي.
واوضح ستيتي ان هذه الطبقة تعلوها منشأة دينية يعتقد أنها كنيسة (بازيليك) وذلك بالنظرالى قطع فسيفساء عبارة عن دوائر يتوسطها صليب كانت تشكل أرضية هذا البناء وهو طراز كان شائعا بين القرنين الرابع والخامس بعد الميلاد مبينا انه بعد هدم هذه الكنيسة استغلت الأرضية كمقبرة حيث اكتشف فريق العمل عددا من الأجداث تم فتح واحد منها ووجدت بقايا هيكل يعود الى طفل صغير وآخر رضيع.
وبين ان الطبقة العليا تضم حيا للصناع الحرفيين تعرض لمسح شامل من طرف القوات الاستعمارية في 1831 حيث تم العثور على قطع نقدية واخرى نحاسية ومعدنية بالاضافة الى طلقات مدافع مضيفا أن الحيز بين الحي العثماني والمقبرة سيتم اخضاعه لتقنية الاشعاع الكربوني لتحديد عمر المنطقة.
واضاف ان اكتشاف عدة معالم اثرية هامة يشكل شواهد قاطعة على غنى تاريخ الجزائر مشيرا الى ان كل ما سيتم اكتشافه يعد لبنة جديدة في اعادة بناء المراحل المشكلة للتاريخ الانساني عموما وتاريخ الجزائر بوجه خاص.
يذكر ان استكمال انجاز مترو الأنفاق الذي يربط الضاحية الشرقية والغربية للعاصمة الجزائرية سيتم قبل نهاية 2013.
وكانت السلطات الجزائرية قررت في عام 1982 بدء انجاز مشروع مترو الأنفاق في العاصمة الجزائرية غير ان الازمة الاقتصادية التي عصفت بالبلاد عام 1986 وما اعقبها من تحولات سياسية وامنية في البلاد ادت الى تأجيل تنفيذ المشروع.
واستأنف الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة انجاز المشروع في عام 2000 حيث خصص له موازنة مالية بقيمة 5ر3 مليار دولار أمريكي على مدى تسع سنوات قبل ان يتم الانتهاء من الشطر الأول الذي تم تشغيله في أول نوفمبر 2011.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 01/02/2012
مضاف من طرف : infoalgerie
المصدر : kuna.net.kw