الجزائر

الجزائر تشيّع شيخ المدرّبين الجزائريّين إلى مثواه الأخير في جنازة مهيبة



الجزائر تشيّع شيخ المدرّبين الجزائريّين إلى مثواه الأخير في جنازة مهيبة
شيّعت أمس الأسرة الرياضية الجزائرية ابن مدينة الهضاب العليا، ورمزا من رموزها الوطنية الشيخ عبد الحميد كرمالي إلى مثواه الأخير في جوّ جنائزي مهيب، بحضور رفقاء درب فقيد الجزائر من الأسرة الثورية والعائلة الرياضية وعديد الوجوه السياسية وكبار مسؤولي الدولة، جنازة كانت كبيرة كبر تاريخ الرجل وعظيمة عظم أخلاق ووطنية ابن سطيف، فبعد رحيل مختار لعريبي الأب الروحي للكرة السطايفية سنة 1989، ها هي عاصمة الهضاب تودّع مَعلما من معالم كرة القدم الجزائرية وشيخ المدرّبين، إذ عاشت مدينة سطيف لحظات حزينة جدا أمسية البارحة خلال مراسيم دفن من أهدى الجزائر أول لقب قاري، جثمان فقيد الجزائر انطلق في حدود منتصف النهار من مقر سكناه إلى مسجد «الفضيل الورتيلاني» بحي «بومرشي» وغير البعيد عن مقر سكناه أين أقيمت صلاة الجنازة، لينقل بعدها على متن سيارة الحماية المدنية في حدود الواحدة والنصف إلى مقبرة «سيدي الخير» التي اكتظت بأبناء الوطن الذين جاؤوا ليبكوا من أبكاهم ذات يوم من سنة 1990 لمّا أهداهم اللقب القاري .
ولاة ومسؤولون سامون للدولة في الصّفوف الأولى
لم تقتصر مراسيم دفن جثمان الفقيد عبد الحميد كرمالي على رفقاء دربه والسطايفية فقط ولكن تعداهم للعديد من المسؤولين والذين كان يتقدمهم والي ولاية سطيف السيد «عبد القادر زوخ» رفقة العديد من ولاة الشرق الجزائري، والي ولاية البرج، والي ولاية بجاية، وزير الدولة المكلف بالجالية الجزائرية في الخارج، الأمين العام لوزارة الشباب والرياضة، الأمين العام لوزارة الداخلية والوالي السابق لولاية سطيف «عبد القادر والي»، والي ولاية قسنطينة، مدير الشباب والرياضة لولاية قسنطينة إلى جانب كل من أعضاء المجلس الشعبي لبلدية سطيف وكذا المجلس الشعبي الولائي رفقة السلكين المدني والعسكري، حيث كانت مراسيم الجنازة رسمية بما تحمله الكلمة من معنى وتليق بمقام شيخ المدربين.
الأسرة الرّياضية حاضرة بقوّة ويتقدّمها بيراف، صادي،عليق، حناشي، سرار، ضريف، تركي، ياحي وغيرهم
كما حضرت الأسرة الرياضية بقوة لتوديع فقيدها، فبالإضافة إلى أسرة وفاق سطيف بأكملها، كان كل من الرئيس السابق لاتحاد العاصمة سعيد عليق، محند الشريف حناشي رئيس شبيبة القبائل وعبد المجيد ياحي الرئيسي التاريخي لاتحاد الشاوية، ضريف رئيس مولودية العاصمة سابقا ورئيس فرع كرة القدم سابقا لعنيد تركي والعديد من اللاعبين القدامى يتقدمهم كل من عصاد، مفتاح، علي بن شيخ، وكذا زملاء دربه مخلوفي، معوش، زوبا، إبرير، سريدي، عطوي حاضرين في مقبرة «سيدي الخير»، كما حضر كل من فرقاني وسعدي اللذين كانا إلى جانبه في تدريب الفريق الوطني الذي توّج معه بكأس إفريقيا للأمم سنة 1990، شخصيات على اختلاف توجهاتها وانتماءاتها إلا أنها جاءت من أجل تقديم التعازي لشخص سيذكره التاريخ من دون توقف نظرا لسيرته الثرية على الصعيدين الرياضي والسياسي بحكم أنه كان أحد نجوم منتخب جبهة التحرير الوطني، ومن هذا المنبر تتقدم «الخبر الرياضي» بتعازيها لذوي الفقيد راجية من المولى أن يلهمهم جميل الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون، ستبقى في قلوبنا يا شيخ المدرّبين.
بيراف: « كرمالي مثال يقتد به في الحب والعطاء للوطن»
أكد مصطفى بيراف رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية أن المرحوم كرمالي رمز من الرموز الوطنية ومثال يجب على الشباب الجزائري الاقتداء به في حب الوطن والتضحية لإعلاء الراية الوطنية « عرفت المرحوم خارج مجال الرياضة بتواضعه وطيبة قلبه، أما في مجال كرة القدم فهو إنسان جد صارم ويحب عمله كثيرا وحب الوطن، والدليل هو منحه الجزائر أول كأس إفريقية وكذلك الكأس الأفروآسيوية، حقيقة افتقدنا رمزا من رموز الكرة الجزائرية، ما يسعنا في هذا المصاب إلا أن نقول، إنا لله وإنا إليه راجعون».
«سرار:» صفحة من صفحات الجزائر طويت»
بدا الرئيس السابق لوفاق سطيف عبد الحكيم سرار جد متأثر لرحيل المغفور له بإذن الله شيخ المدربين الجزائريين كرمالي، الذي يعتبره بمثابة الأب والرجل الذي كان وراء سطوع نجمه في الساحة الكروية، « حصل لي الشرف أني كنت لاعبا عنده في وفاق سطيف وفي المنتخب الوطني وبفضل الشيخ رحمة الله عليه رفعت عني عقوبة عامين، وبفضله التحقت بالمنتخب الوطني وتوجت بالكأس الإفريقية، بعد رحيل لعريبي وكرمالي بدأت رموز الكرة السطايفية خاصة والجزائرية عامة تزول، التاريخ يتحدث والأرقام تتكلم عن إنجازات الرجل وخصاله التي لا يمكن حصرها في كتاب أو مجلد، رحمة الله عليه والصبر والسلوان لأهله وذويه».
سعدي:» فقدنا رمزا من رموز الكرة الجزائرية»
من جهته المدرب نور الدين سعدي الذي رافق الشيخ في جزء من مسيرته التدريبية، اعتبر رحيل كرمالي خسارة كبيرة للكرة الجزائرية منوها في الوقت ذاته بخصال الرجل وأخلاقه في العمل وحبه لكل ما يتعلق بالراية الوطنية الذي لا يمكن أن يوصف: « عملت مع المرحوم كثيرا ومهما تحدثت عنه لن أوفيه حقه، إنسان لا يتخذ أي قرار بمفرده، وكان قبل اتخاذ أي قرار يشاور كامل الطاقم الفني (سعدي، فرقاني والمرحوم عبد الوهاب)، يملك طريقة فريدة من نوعها في تحفيز اللاعبين ومعاملة قليل ما نشاهدها في القوت الحالي».
رحماني(لاعب سابق للوفاق):» فقدنا معلما من معالم الكرة الجزائرية»
« الجزائر فقدت اليوم معلما من معالم الكرة الجزائرية وجزء من تاريخها الذهبي، الراحل ورغم صرامته يملك إنسانية لا مثيل لها، ففي تربص للمنتخب بإيطاليا سنة 90 جاءت طفلة إلى الفندق تبحث عنه، وكانت في الحقيقة ابنته التي لم يراها منذ 38 سنة، فلما أخبرته بالحقيقة، انهمرت الدموع على خذيه وأجهش بالبكاء في صورة تقشعر لها الأبدان، خاصة أننا لم نعتد على رؤية الرجل الصارم في مثل هذه الحال، رحمة الله عليك يا أخي عبد الحميد».
وليد صادي (ممثل الفاف):» الشيخ قدوة ويجب الاستفادة من إنجازاته»
اعتبر مسؤول المنتخبات الوطنية في الاتحادية الجزائرية وممثلها في المراسيم التأبينية لجثمان الراحل كرمالي ونيابة عن الرئيس روراوة المتواجد في المغرب، أن رحيل شيخ المدربين الجزائريين هو بمثابة رحيل قدوة للأخلاق، العمل وحب الوطن وقال:» جئت باسمي الشخصي كسطايفي وممثلا عن رئيس الاتحادية الذي كلفني بتبليغ تعازي الاتحادية لعائلة الفقيد، كرمالي غني عن كل تعريف، قدم الكثير للكرة الجزائرية، ودعنا رمزا من الرموز الوطنية، يجب الاستفادة من إنجازات الرجل لكي يكون قدوة للشباب الحالي في خصاله».
فرقاني: «رجل لا يعرف المستحيل وحب جنوني للألوان الوطنية»
« عرفت الشيخ منذ سنين وأعرف خصاله جيدا، إنه إنسان متفاني في عمله ولا يتسامح أبدا أثناءه، في 1990 قام بالمستحيل لجلب الكأس للجزائر رغم عدم ثقة البعض لإمكانيات المنتخب آنذاك، كان كلما دخل لملعب 5 جويلية، قال للاعبين هاهو الجمهور أمامكم فافعلوا ما شئتم، رجل يحب الألوان الوطنية حبا خارقا للعادة، دائما يلبي دعوة الوطن إذا احتاجوه، اللهم ارحمه برحمتك الواسعة والهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان».


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)