15 ألف مسجد عبر الوطن مُلزم بتوعية المصلين بخطورة الفكر التكفيريكشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، عن تجنيد الأئمة لمكافحة الأفكار التكفيرية التي انتشرت في العالم العربي، موضحا بأن الفكر التكفيري ينمو عندما يوظف الدين لخدمة مصالح معينة، ولهذا فإن الخطاب المسجدي كفيل بالقضاء على هذا الفكر التضليلي، عن طريق شرح أسس الدين الحنيف للمصلين وتوعيتهم بخطورته، مشيرا إلى أن الجزائر مرت بهذه المرحلة سنوات التسعينيات وكان للمساجد دورها في القضاء على الظاهرة.وشدد عيسى أمس خلال يوم دراسي خصص لإطلاق حملة وطنية لمكافحة الإدمان على المخدرات، تحت شعار "لنتعامل برفق وحضارة"، والتي ستقودها الوزارة إلى جانب أطراف أخرى كقطاع الصحة، الشباب والرياضة، الثقافة والمجتمع المدني، الكشافة والمجالس البلدية، على الدور الهام الذي يلعبه الإمام في مكافحة العنف والإدمان وغيرها من الظواهر، داعيا الأئمة إلى لعب دور تحسيسي وتوعوي بأهمية نبذ العنف الذي استفحل في مجتمعنا في الفترة الأخيرة، بعدم الاكتفاء بالوعظ والإرشاد خلال خطب الجمعة، وإنما المشاركة في حملات التوعية والتبرع، وأضاف بأن الإمام هو السبيل الوحيد لمحاربة الأفكار التكفيرية والمتطرفة التي أخذت تنتشر في مجتمعات عربية، على غرار سوريا والعراق، في إشارة إلى تنظيم "داعش"، عن طريق الاستثمار في الخطاب المسجدي، مشيرا إلى أن العنف انتشر بشكل غير مسبوق في الشوارع والمؤسسات والملاعب، ولعل وفاة اللاعب الكاميروني إيبوسي مؤخرا، دليل على ذلك، وهي الحادثة التي أعطت صورة غير مشرفة عن الجزائر، مما يستوجب الاستعجال في القضاء عليه.واعتبر محمد عيسى، أن الظروف الاجتماعية الصعبة، من بين الأسباب المؤدية إلى العنف، مما جعل الوزارة تفكر في تخصيص أموال الزكاة لمساعدة العائلات الفقيرة والمعوزة قائلا "الأموال هذه السنة ستخصص لزكاة القوت"، حيث سيتم توزيع 87.5 بالمائة من الأموال على العائلات المحتاجة قبل عيد الأضحى المبارك، وكشف عن أنه تم تخصيص 1 مليار سنتيم من أموال الزكاة للعائلات المعوزة في ولاية غرداية لمساعدتها على اقتناء المستلزمات المدرسية لأبنائها قبيل الدخول المدرسي، كما سيتم تخصيص الأوقاف لمساعدة المحتاجين عبر التراب الوطني وتفعيل القرض الحسن من الصندوق الوطني للزكاة.من جهته، أكد مدير الثقافة في الوزارة، أن العنف تحوّل إلى عقيدة لدى المنظمات الإرهابية، منتقدا المنظومة التعليمية، الأسرية والقانونية التي قال إنها لم تسعَ لمحاربته كما يجب، وتجلى ذلك في غياب الرقابة، فيما أكدت رئيسة الديوان الوطني لمكافحة المخدرات غنية قداش، أن للمسجد دور هام في محاربة الظاهرة، بوجود 15 ألف مسجد عبر التراب الوطني يستقبل 15 مليون مصلي يوم الجمعة.من جانب آخر، دق رئيس مصلحة الطب الشرعي، ناقوس الخطر، بسبب استفحال الإدمان على المخدرات الذي يعد سببا رئيسا في انتشار العنف، داعيا الحكومة إلى العمل على تحسين الظروف الاجتماعية للشباب وإنهاء مشاكلهم المتعلقة بالسكن، البطالة، التعليم، وأضاف بأن الإدمان على الأقراص المهلوسة خطير، ولهذا يجب عدم منح الأدوية بدون وصفة، كما أن تعاطي المخدرات عن طريق الحقن ساعد على ظهور أمراض أخرى خطيرة، كالكبد الفيروسي والإيدز.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 20/09/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : هدى مبارك
المصدر : www.elbilad.net