الجزائر

الجزائر ترافع لصالح تحويل التكنولوجيا جنوب- جنوب 10 مراكز لدعم التكنولوجيا والابتكار في 2013



شددت الجزائر بمناسبة احتضانها للاجتماع التشاوري الاقليمي للمنظمة العالمية للملكية الفكرية حول نقل التكنولوجيا والذي خصص في طبعته الثانية للدول العربية والافريقية، على أهمية تطوير نقل التكنولوجيا والابتكار بين الدول النامية، بتفضيل التعاون جنوب-جنوب.
وقال المدير العام للمعهد الوطني للملكية الصناعية السيد بلمهدي إن الحديث كان مركزا في السنوات الأخيرة على تحويل التكنولوجيا من الشمال إلى الجنوب، لكن ”اليوم علينا الاهتمام بالتعاون جنوب – جنوب بالنظر إلى القدرات الهائلة التي تملكها الدول العربية والافريقية في مجال المعرفة، والدليل أن باحثيها يصنعون تفوق الدول المتقدمة... فما علينا إلا تثمين هذه القدرات”، كما أشار موضحا أن هناك تغييرا عالميا في مجال الابتكار الذي أصبح مفتوحا ولاحدود له. ولذا اعتبر انه من الضروري اليوم الاعتماد على القدرات المحلية بدل اللجوء الى ”استيراد” التكنولوجيا من الشمال.
وفي السياق، ذكر أمس، في اليوم الاخير من اللقاء الجهوي أن وزارة الصناعة وضعت برامج لتطوير البحث والابتكار مثل برنامج التنافسية وبرنامج الابتكار، كما أن المعهد التابع للوزارة سطر برامج مماثلة منها إنشاء مراكز دعم التكنولوجيا والابتكار، إذ تم إلى حد الآن تنصيب 8 مراكز على مستوى 4 جامعات و4 مؤسسات اقتصادية جزائرية تنشط في مجالات مختلفة.
ويسعى المعهد الى مواصلة تنصيب مراكز أخرى لاحقا منها 10 خلال السنة الجارية، وذلك بهدف ”إرساء شبكة وطنية لهذه المراكز ودعم مجهودات الدولة في إطار التعاون جنوب-جنوب”. كما تحدث المسؤول عن مشروع لخلق آلية تسمح بتمويل مشاريع الباحثين والمبتكرين وتمكنهم من خلق مؤسساتهم، وقال إن المشروع في طور الاعداد ويحتاج إلى وقت لتجسيده، لأنه يمر عبر إنهاء المفاوضات مع البنوك، بالنظر إلى اختلاف آليات تمويل مثل هذه المؤسسات مقارنة بالمؤسسات التجارية. وتميز اليوم الثاني من الملتقى بعرض تجارب كل الدول المشاركة في مجال دعم البحث والابتكار وتحويل التكنولوجيا، التي أظهرت إحراز بعض النجاحات الميدانية في مجالات مختلفة، كما أزاحت الستار عن المشاكل والتحديات التي تمنع تطوير هذا المجال عربيا وإفريقيا. وبالنسبة للسيد برونو لانفان المدير التنفيذي للمعهد الأوروبي لادارة الأعمال فإن مايلفت الانتباه في هذه العروض أنها أظهرت وجود تجارب ميدانية متعددة نجح فيها التحويل التكنولوجي. وقال ”سمعنا مثلا تجارب من جنوب إفريقيا وناميبيا والغابون في ميادين مختلفة مثل تطوير استخدام الخشب الاستوائي، وزراعة القطن في السودان، واستخدام تكنولوجيا النانو في تانزانيا لمحاربة السيدا، هي أمثلة ملموسة تؤكد أن مفهوم التحويل التكنولوجي لم يعد نظريا أو تجريديا، وإنما ملموسا وتطبيقيا، وهو مايعني كذلك أن الملكية الفكرية لم تعد مسألة قانونية فقط، وإنما أصبح لها بعدا اقتصاديا يسمح بخلق الشغل وتطوير التنافسية ومكافحة كل أشكال التمييز”.
وبالنسبة للجزائر اعتبر الخبير أن العروض كانت ”جد مقنعة” وعاكسة للتطورات الحاصلة لاسيما في الجامعات وتسريع الشراكة بينها وبين المؤسسات الاقتصادية. كما اعتبر أن نداء الجزائر لدعم التعاون جنوب-جنوب هو الآخر ”جد مقنع”، لاسيما وأن براءات الاختراع أصبحت ”ملكية خاصة” لايمكن الحصول عليها دون مقابل. ”وتسعى للحصول على أفضل سعر”، كما قال مضيفا بأن براءات الاختراع أصبحت منتجا تجاريا، لذا فإن تحول البلدان النامية لمورد للابتكارات في السنوات الأخيرة خلق توازنا في معادلة ”البيع والشراء”.
كما أشار محدثنا إلى معطى مهم جدا ويتعلق ب«ظاهرة جديدة تعرف تطورا ملحوظا” هي الابتكار الجماعي المشترك، إذ يوضح أن الحالات التي تكون فيها المؤسسة أو البلد هي المورد الوحيد للاختراع ”أصبحت جد نادرة”، لان ما نعيشه اليوم هو أن أكثر الاختراعات تتم عبر التعاون بين الشركات وبين البلدان بل حتى مع المنافسين، والزبائن.
وعبر السيد لانفان عن اقتناعه بأن حوض المتوسط سيكون أحد الفضاءات التي ستشهد نموا في هذا النوع من الابتكارات ”التي سنرى فيها نتائج هائلة”.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)