الجامعة العربية: إدانة وتصعيد سياسي اقتصادي
جددت الجزائر، أمس، رفضها القاطع المساس بسيادة الدول مهما كانت الظروف والأحوال، مؤكدة على تضامنها الكامل مع دولة سورية الشقيقة وعلى حرصها على سيادتها وسلامة أراضيها ووحدتها الترابية. وخلال الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية، أمس، حول تطورات الوضع في سوريا، قال الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية، رشيد بلدهان، إن الجزائر تتابع بانشغال كبير الأحداث الخطيرة الحاصلة في شمال سوريا. وأكد أن الجزائر عملت منذ اندلاع الأزمة، كل ما في وسعها، في سبيل إيجاد حل سياسي سلمي توافقي، يحقن دم الشعب السوري الشقيق، ويلبي تطلعاته المشروعة في الحرية والديمقراطية، مع رفضها التدخلات الأجنبية في الشأن السوري الداخلي. وأضاف: نجتمع اليوم والأوضاع في سورية لا زالت تتفاقم، رغم الجهود العربية والدولية المضنية التي بُذلت ولا زالت، أملا في تجاوز هذه الأزمة المستعصية، ووضع حد لإراقة الدماء وتغليب صوت الحكمة وضبط النفس . وأكد أن اللجوء إلى الخيارات العسكرية لم يحدث وأن ساهم يوما في تسوية الأزمات الدولية، بل كان دائما سببا في تفاقمها، ويبقى الخاسر الأكبر في ظل هذه الظروف المأساوية هم المدنيون العزّل. وأورد: لقد استبشرنا خيرًا بالتقدم المحرز مؤخرا بعد الاتفاق على تشكيل اللجنة الدستورية، مما أعطى بصيص أمل لتغليب الحل السياسي الذي لطالما نادت به بلادي منذ بداية الأزمة، لتأتي التطورات الأخيرة لتعيدنا خطوات إلى الوراء. وجدد المتحدث دعم الجزائر لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، داعيا إياه إلى مواصلة جهوده تجاه مختلف الأطراف الدولية المتدخلة في سورية لتقريب مواقفها والوصول إلى الهدف المشترك وهو التسوية السياسية المنشودة. ودعا المتحدث إلى إعادة الشقيقة سوريا مجددا إلى الحضن العربي. وختم بالقول: إن حلّ الأزمة السورية يدعونا جميعا أن نستجمع جهودنا كعرب لمرافقة ودعم سوريا في استعادتها لأمنها واستقرارها، وأن نعمل بإخلاص على رفع الغبن عن الشعب السوري الشقيق وتمكينه من العيش بسلام على أرضه واحترام خياراته .
إدانة وتصعيد سياسي اقتصادي
وقرر مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، أمس، النظر في اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة العدوان التركي على شمال وشرق سوريا، وذلك في البيان الختامي لاجتماعه الطارئ بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة. وقال البيان الختامي وزراء الخارجية العرب، والذي ألقاه الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إنه تقرر النظر في اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة العدوان التركي على سوريا، بما في ذلك خفض العلاقات الدبلوماسية ووقف التعاون العسكري ومراجعة مستوى العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياحية مع تركيا. وأدان المجلس العدوان التركي على الأراضي السورية باعتباره خرقًا واضحاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن التي تدعو إلى الحفاظ على وحدة واستقلال سوريا، وخاصة القرار رقم 2254. واعتبر المجلس، العدوان التركي تهديدًا مباشرًا للأمن القومي العربي وللأمن والسلم الدوليين، مؤكدًا على أن كل جهد سوري للتصدي لهذا العدوان والدفاع عن الأراضي السورية هو تطبيق للحق الأصيل لمبدأ الدفاع الشرعي عن النفس، وفقاً للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة. وطالب في قراره تركيا بوقف العدوان والانسحاب الفوري وغير المشروط من كافة الأراضي السورية، مشددًا على أن هذا العدوان على سوريا يمثل الحلقة الأحدث من التدخلات التركية والاعتداءات المتكررة وغير المقبولة على سيادة دول أعضاء في جامعة الدول العربية. كما طالب باتخاذ ما يلزم من تدابير لوقف العدوان التركي والانسحاب من الأراضي السورية بشكل فوري، وحث كافة أعضاء المجتمع الدولي على التحرك في هذا السياق مع العمل على منع تركيا من الحصول على أي دعم عسكري أو معلوماتي يساعدها في عدوانها على الأراضي السورية. وأكد الرفض القاطع لأي محاولة تركية لفرض تغييرات ديموغرافية في سوريا عن طريق استخدام القوة في إطار ما يسمى ب المنطقة العازلة ، باعتبار أن ذلك يمثل خرقا للقانون الدولي ويدخل في مصاف الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي تستوجب الملاحقة والمحاسبة القضائية الدولية لمرتكبيها، ويشكل تهديداً خطيراً لوحدة سوريا واستقلال أراضيها وتماسك نسيجها الاجتماعي. وجدد المجلس التأكيد على مسئولية المجتمع الدولي لاتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بوقف تلك المحاولات وفرض التزام تركيا بقواعد القانون الدولي الإنساني طالما استمر عدوانها على سوريا، وتحميل المسئولية في هذا الصدد لكل من يتورط في انتهاكات أو جرائم ترتكب خلاله. وحمل تركيا المسئولية كاملة عن أي تداعيات لعدوانها على تفشي الإرهاب أو عودة التنظيمات الإرهابية، بما فيها تنظيم داعش الإرهابي، لممارسة نشاطها في المنطقة، مطالبا مجلس الأمن في هذا الإطار باتخاذ كل ما يلزم من تدابير بشكل فوري لضمان قيام تركيا بتحمل مسئوليتها في هذا الخصوص ومنع تسلل المقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى خارج سوريا.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 13/10/2019
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ق و
المصدر : www.alseyassi.com