دعا رجال أعمال وأصحاب مؤسسات جزائريون بواشنطن إلى تكثيف الاقتصادي بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية خلال العهدة الحالية الرئيس الجديد دونالد ترامب، مشددين على ضرورة الانتقال إلى مرحلة جديدة من التعاون تعتمد على تطوير الاقتصاد والاستثمارات. وخلال نقاش تحت عنوان ”الجزائر والولايات المتحدة عهد جديد في الأفق”، نظم من طرف مركز البحث الأمريكي ”مركز العلاقات عبر الأطلسي”، تم التأكيد على ضرورة الانتقال إلى مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين تعتمد على تطوير الاقتصاد والاستثمارات. ودعا مركز البحث الأمريكي التابع لجامعة ”جون هوبكينس” لهذا النقاش الذي دام ساعتين حول الجزائر، رئيس مجلس الأعمال الجزائري الأمريكي إسماعيل شيخون والصناعي سليم عثماني. واعتبر من جهته إسماعيل شيخون أثناء تدخله أن التواجد الاقتصادي الأمريكي بالجزائر الذي ينحصر في قطاع الطاقة، قد بدأ يتنوع فعليا مثلما تشهد عليه مشاريع الشراكة الكبرى في قطاعي الفلاحة والصيدلة التي تم إطلاقها خلال السنوات الأخيرة. وأوضح أن الاهتمام الأمريكي بالاستثمار خارج المحروقات في الجزائر بدأ في الوقت الذي سجلت فيه المبادلات التجارية بين البلدين تراجعا في سياق انخفاض الصادرات الجزائرية نحو الولايات المتحدة. وأضاف أن انضمام الجزائر إلى الفضاءين التجاريين للاتحاد الأوروبي والمنطقة العربية للتبادل الحر والامتياز التفاضلي لسعر الطاقة، ساهما في جلب اهتمام المتعاملين الاقتصاديين الأمريكيين الذين يفضلون في مجال الاستثمار مشاريع التصدير الكبرى. وأضاف شيخون أنه من الضروري التوجه في الوقت المحدد نحو منطقة التبادل الحر بالنظر إلى حجم التبادلات الهام بين البلدين، مشيرا إلى أن قاعدة 51/49 المسيرة للاستثمار الأجنبي لا تشكل عائقا بالنسبة للمؤسسات الأمريكية، بما أن العديد منها على غرار جنرال إلكتريك تستثمر حاليا في الجزائر. واعتبر عثماني في هذا الصدد أن كلفة الطاقة لم تعد عامل استقطاب وانه يتعين بالأحرى المراهنة أساسا على الإصلاح المالي المرافق لمسار التنويع الاقتصادي. وأوضح أنه ”ينبغي الابتكار في مجال تمويل النمو ودون التسرع في اللجوء للاستدانة أو غلق القطاع المالي امام الاستثمارات الأجنبية المباشرة”. واعترف عثماني مع ذلك بصعوبة الانتقال من اقتصاد موجه إلى اقتصاد السوق، وذلك ما يفسر أحيانا التباطؤ الملاحظ في تنفيذ بعض الإصلاحات. وأكد أنه بالنسبة لحالة الجزائر من الأجدر اليوم التحدث عن ”فرص حقيقية أكثر منه قدرات اقتصادية”، خاصة في مجال الصناعة الغذائية، حيث يمكن للمؤسسات الأمريكية الاستثمار بشكل مكثف في مشاريع التصدير الكبرى. وصرح مدير نادي العمل والتفكير حول المؤسسة (كيير) أن مراكز البحث في الجزائر ”حرة وتشكل قوة اقتراح” لتغيير الاقتصاد في البلاد، مؤكدا أن الحكومة تأمل في تعزيز إطار النقاش هذا مع رجال الأعمال. وأبرز بوقايلة أن للجزائر فرصة بناء ”علاقات اقتصادية براغماتية” مع الولايات المتحدة لمضاعفة الاستثمارات واكتساب المهارة والاندماج في شبكات الإنتاج الدولي.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 06/02/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الفجر
المصدر : www.al-fadjr.com