الجزائر - A la une

الجزائر تختار التوقيت المناسب لاقتحام إفريقيا اقتصاديا



الجزائر تختار التوقيت المناسب لاقتحام إفريقيا اقتصاديا
نجحت الجزائر في أول اختبار اقتصادي بأبعاد قارية وفي ظروف مالية صعبة وتمكنت من نسج روابط قوية مع الغرف التجارية والصناعية للبلدان الإفريقية المشاركة ووقعت مبدئيا على صفقات هامة بملايين الدولارات.عبّر رجال الأعمال الأفارقة المشاركون في منتدى الاستثمار والأعمال الجزائر، عن ارتياحهم الكبير لمجريات اللقاء الذي جرى على مدار 3 أيام واعتبروه بادرة انفتاح مهمة على التنمية الاقتصادية التي يطلبها سكان القارة.تميز منتدى الجزائر، بشمولية المواضيع المقترحة التي تناولت فرص الاندماج الاقتصادي للبلدان الأفريقية من مختلف جوانبه، مع التشديد على ضرورة استغلال الإمكانات الضخمة للاستثمار من قبل المؤسسات الإفريقية لتوفير مناصب الشغل للشباب، الذين يشكلون أغلبية السكان، واكتساب الخبرة والتحكم في التكنولوجيات الحديثة والتخلص من التبعية للخارج.كل هذه الإشكاليات طرحت للنقاش في طاولات مستديرة على خبراء ومختصين وممثلي هيئات رسمية ومالية. ونزل وزراء من الحكومة الجزائرية ضيوفا على المنتدى، حيث قدموا عروضا تفصيلية عن واقع قطاعات الطاقة، الفلاحة، الأشغال العمومية والبريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال. وأجابوا على تساؤلات صبت في مجملها حول كيفية نقل هذه التجارب الجزائرية الناجحة إلى دول إفريقية في حاجة ماسة إليها. وجرى التطرق إلى العوائق التي تعترض الاندماج والمبادلات البينية بين بدول القارة.وقدم ممثلو بنك وصندوق النقد الدوليين في مختلف الاتحادات الجهوية للقارة رؤيتهم بشأن معالجة الإشكالات المرتبطة بتمويل المشاريع ومساعدة المؤسسات وإقحام القطاع الخاص. وأتيحت الفرص لرجال الأعمال التعرف وبدقة الأرقام على حاجيات السوق الإفريقية في مختلف المجالات، ما سمح لهم بالحصول على بنوك معلومات هامة، تحفزهم على خوض المعركة التنموية في مختلف القطاعات.معالجة التنمية القارية بمفهومها الشامل لفائدة 54 دولة، شكلت أبرز ميزات منتدى الجزائر، لكون باقي المنتديات التي تعقد مع الصين أو الاتحاد الأوروبي وحتى الولايات المتحدة، تركز على المصالح المتبادلة مع هذه الدول وسبل حماية أسواقها داخل القارة، بينما منحت الجزائر فضاء واسعا للتباحث حول المستقبل الاقتصادي المشترك.وعرف اليومان الثاني والثالث للمنتدى، لقاءات ثنائية عديدة، خارج قاعة الاجتماعات، حيث اغتنم المتعاملون الاقتصاديون الفرصة لربط اتصالات أولية من جهة والاتفاق على توقيع عقود شراكة.واستطاع المتعاملون الجزائريون توقيع أزيد من 100 بروتوكول اتفاق بقيم مالية معتبرة، فيما كانت الشركات العمومية الأكثر طلبا، خاصة الناشطة في مجال الطاقة والأشغال العمومية والاتصالات.ووقعت مؤسسة سونلغاز اتفاقية حلف استراتيجي مع مجمع «سالمة السوداني»، يتضمن إنشاء عدة محطات لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية وتوربينات الغاز. وستقتحم، قريبا، ميدان الكهرباء الريفية بالبلد الجار مالي. وأبدى مجمع سوناطراك نيته في إقامة عدة مشاريع للطاقة بالبلدان المجاورة للحدود الجنوبية.وصاحب انعقاد المنتدى، تساؤلات كثيرة بشأن ما إذا تأخرت الجزائر في القيام بهذه المبادرة والتوجه نحو مرحلة اقتصادية جديدة في علاقاتها بالقارة، ليؤكد خبراء اقتصاديون أن التوقيت مناسب، بعدما بلغت الجزائر تقدما كبير في ميدان البنى التحتية والتحكم الكلي في القطاعات الاستراتيجية كالطاقة والفلاحة والخدمات، ما يجعلها تتوجه جنوبا من موقع قوة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)