رافع محمد الصغير بابس، رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي، وسمير أمين، الخبير الاقتصادي رئيس منتدى العالم الثالث، والمنتدى العالمي للبدائل أمس من أجل رؤية مستقلة في التكفل بالمسائل الديمقراطية والحكم الراشد والتطور. وهي رؤية تعزز استقلالية أمم الجنوب، وترسخ قوتها ضمن جبهة واحدة موحدة تكسر التبعية للآخر للنظام الرأسمالي الآيل للسقوط والاهتزازات الارتدادية.
وأكد بابس وسمير أمين في لقاء إعلامي أمس بمقر (الكناس)، أن هذه الأفكار التي تحظى بالاهتمام الكبير، تتصدر أشغال منتدى الجزائر الذي يعرف تحضيرات متقدمة للغاية في انتظار تحديد موعده في إطار احتفائية خمسينية الاستقلال الوطني.
وتجاوب سمير أمين وأعضاء المنتديين العالميين مع المقترح الجزائري الذي تقدم به بابس رئيس وفد المجتمع المدني في اجتماع داكار الذي أعاد من جديد الطرح القديم الجديد حول اعتماد أمم الجنوب على الذات في «دمقرطة» الدولة والحياة السياسية وتوسيع دائرة المشاركة في اتخاذ القرار دون الإبقاء على الاحتكار في زمن تهزه موجات احتجاجية، وتفرض مصادرة الإرادة الشعبية.
وعن سبب اختيار الجزائر لاحتضان المنتدى الذي تطرح فيه أفكار ومبادرات غايتها تعزيز صف العالم الثالث، وضبط سياسة وطنية يحتل فيها الجانب الاجتماعي الحيز الكبير، دون الإبقاء على سلطة المال والأعمال التي أدت إلى انهيارات بالجملة، ذكر بابس وسمير أمين بجملة من الحقائق..
أولا: مناسبة الاحتفائية 50 سنة من الاستقلال، وما تحمله من محطة تكشف مسار التحرر والبناء، وفق سياسة مستقلة لا تقبل بمساومة الخيار، والقرار ورهن المستقبل.
ثانيا: أن الجزائر ظلت على الدوام تقاوم التبعية للآخر، وترفض استيراد نماذج انمائية وبدائل وحلول لم تكن أبدا سحرية لتسوية مشاكل معقدة، وأزمات. لكنها راهنت على نفسها في الخروج من الوصاية والأبوية من أي كان، اعتقادا راسخا منها أن أي نموذج، لا بد أن يكون وليد بيئته ليكسب الرهان.
ثالثا: إن الجزائر تستمر في فرض خياراتها ومواجهة الضغط الخارجي الساعي لمصادرة القرار المستقل. ولن تساوم عليه في مختلف المحافل. وبهذه الطريقة أظهرت تجربتها مرجعية للوحدات السياسية المختلفة الواقعة في الرقعة الجيوسياسية للجنوب.
رابعا: إن الجزائر التي تسلحت دوما باستقلالية القرار، ورفض المساومة، استمدت هذا من ثورتها التحريرية التي أحبطت مشروعا استيطانيا فرنسيا جهنميا ظل يغالط بالترويج لأشياء ما أنزل الله بها من سلطان، وتتمثل في الإدعاء بعدم وجود دولة جزائرية في التاريخ.
خامسا: إن الجزائر انفردت على الدول العربية التي تعرف «حراكا سياسيا» أنها عاشت ربيعها 20 سنة مضت. وسوت أمورها بنفسها في جو هادئ مسالم، لم تقبل بالتدخل الأجنبي.
وعلى هذا الدرب، تسير في استكمال مسار الإصلاحات بالانفتاح على الحساسيات السياسية دون إقصاء. وجرى هذا مع مختلف ورشات القوانين التي فتحت ضمن الإصلاحات؛ وتسير على هذه الخطى من أجل إنجاح التشريعيات القادمة.
سادسا: إن هذا التحول الذي تعيشه الجزائر، الذي يدرج ضمن تعزيز الدولة وآلياتها وهياكلها وليس تكسيرها مثلما جرى في جهات عربية بدعم خارجي مخطط، يترجمه مشروع الإصلاح السياسي ذو المضمون الاجتماعي. وهو مشروع تفقد المعادلة توازنها، دون إدراج إصلاح الجماعات المحلية وضبط مشروع لبعث التوازن الجهوي الإقليمي.
من أجل ذلك، جاءت الجلسات الوطنية حول التنمية المحلية التي جرت خلال لقاءات مع مختلف مكونات المجتمع، مشرحة أسباب الخلل، مقدمة حلولا دون الإبقاء عند الخطاب التيئيسي الذي يروج لقاعدة سلبية مفادها «خالف تعرف».
كل هذه المسائل تحتل الأولوية في زيارة سمير أمين، الخبير الاقتصادي ورئيس المنتديين العالميين للجزائر، يومي 23 و24 أفريل بدعوة من محمد الصغير بابس، رئيس (الكناس). وهي تتصدر محادثاته مع وزير الخارجية مراد مدلسي، وتدور كلها حول «منتدى الجزائر» الذي أعاد البلاد إلى واجهة الأحداث، وأعاد لها دورها المحوري في قيادة أمم الجنوب من باندونغ إلى ريو دي جانيرو.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/04/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : فنيدس بن بلة
المصدر : www.ech-chaab.net