لم يعد الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في الجزائر يشبه احتفالات الماضي البعيد، عندما كانت الأسر الجزائرية، كل حسب جيبه، تكتفي بعشاء تقليدي شهي وبضعة شموع مختلفة ألوانها تتوسط مائدة تزينها حلويات تقليدية مرفقة بإبريق شاي أخضر تعبق منه رائحة النعناع. كانت الفرحة آنذاك فرحة الأطفال وهم يستذكرون مولد نبيهم الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أهم بل أجمل ما كان يعلق في ذاكرة الكبار، احتفال يمر في هدوء ترافقه أفلام تلفزيونية دينية تجتمع لمشاهدتها العائلة كلها، أما البيوت التي كانت تصنع الاستثناء وقتها فكانت تلك التي تسمح ظروفها المادية والاقتصادية بشراء بضع مفرقعات و«نوالات» و«أجاكسات» يشعلها الأطفال في الشرفات فيما يكتفي أطفال الأسر الفقيرة بصنع مفرقعات أو «محارق» كما تسمى محليا، من وحي عبقريتهم الصغيرة باستعمال الكبريت والرصاص. وكانت البيوت والمساجد والحارات الشعبية وقتذاك تستذكر المولد النبي الشريف أو «المولود» كما يطلق عليه بالعامية، كل على طريقته، كانت حلقات الذكر تملأ المساجد العامرة من المغرب إلى العشاء، كانت سيرة النبي صلى الله عليه وسلم الموضوع والحدث، أما في البيوت والحارات الشعبية فكانت الأنشودة الدينية المحلية الممجدة لمولد الرسول صلى الله عليه وسلم تطرب الأسماع، تتوارثها الأجيال أبا عن جد، مازالت بعض الأمهات يرددنها لصغارهن اليوم ولكن ليس كل الأمهات.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 06/02/2012
مضاف من طرف : infoalgerie
المصدر : alanba.com.kw