الجزائر.. إمكانيات راسخة تواكب التحول وتواصل الاستكشاف

ثروة الغاز.. طريق آمن لتحقيق التنمية الاقتصادية
مازال دور الجزائر في سوق الغاز العالمي محوريا ومؤثرا ولها ثقل كبير في تموين القارة الأوروبية على وجه الخصوص. كما لا يخفى أنها مازالت الشريك التقليدي الموثوق لعدة دول، سواء تعلق الأمر بتموين إيطاليا وإسبانيا عبر الأنابيب، أو تركيا من خلال الغاز المسال. في وقت مازال يشكل الغاز المادة الأولية الاستراتجية المهمة وطويلة الأمد، على ضوء عدة توقعات تؤكد حتمية بلوغ استهلاك الغاز الطبيعي في العالم ذروته خلال العقد الحالي، بسبب أن أوروبا لن تتوقف عن الاعتماد الكلي على مادة الغاز الطبيعي، على الأقل خلال العقدين المقبلين أو أكثر من ذلك.
ترجع أسباب عدم اكتمال نمو صورة التحول الطاقوي كما تتطلع إليه هذه الدول في ظل عدم إرساء البدائل، وكل ذلك يؤكد بأنه بات من المبكر أن يحل وقود الهيدروجين محل الغاز الطبيعي، على الأقل على الأمدين القصير والمتوسط، في ظل غياب بنية تحتية أوروبية لازمة لجعل الطاقات المتجددة مصدرا أوليا للطاقة، إلى جانب استمرار ارتفاع تكلفة إنتاجها.
تتربع الجزائر على الريادة، وفي كل مرة تحوز على تمديدات جديدة لعقودها الغازية، مجددة بذلك ثقة زبائنها الكبار الدائمين، هذا ما سيسمح لها بتوسيع إنتاجها وإنعاش استثماراتها وتنويع أسواقها، وآخرها تجديد عقدها إلى غاية آفاق 2027 مع تركيا الصديقة، علما أن بداية إبرام العقد المنتظم جاء في 1988.
ولم تتوقف الجزائر يوما عن الانفتاح على استثمارات متنامية ومتنوعة ومستمرة في مجال الغاز ومازالت ضمن قائمة المنتجين الكبار، ولعل المشاريع القائمة والمخططات المسطرة تعكس ترقب صلابة موقعها المقبل في سوق مازال متعطشا ويحتاج إلى كميات كبيرة من الغاز.
يذكر، أن الجزائر تعرف وسط المستهلكين للغاز في العالم بأنها سوق راسخ وواعد ومستمر، فتصل إمكانياتها الأولية إلى 159 تريليون قدم مكعبة من موارد الغاز الطبيعي، ناهيك عن مواصلتها لطريق الاستكشاف المكلل بالنجاح اللافت، وتمثل ثروة الغاز للدولة الجزائرية طريقا آمنا لتحقيق التنمية الاقتصادية.
الجدير بالإشارة، فإن أسعار الغاز في الآونة الأخيرة، شهدت المزيد من التماسك والارتفاع، رغم أن عوامل أخرى غير منتظرة سجلتها السوق، مثل بلوغ مستويات مخزونات الغاز الطبيعي في أوروبا سقف قياسي والطقس المعتدل وكل ذلك لم يحقق الاستقرار المنشود والمتطلع إليه في سوق الطاقة الأوروبية خلال فصل الشتاء، ومن بين العوامل المغذية لنمو الأسعار إلى مستويات تشجع المنتجين، نذكر أن الإمدادات مازالت محدودة في السوق مع تخوفات شبه ثابتة مفادها بروز عوامل فجائية طارئة تخلط جميع الأوراق.