يبدو أن إدخال إصلاحات على الهيئة الأممية تحولت إلى حتمية أملتها التطورات التي حصلت بعد 70 سنة كاملة على إنشاء منظمة الأمم المتحدة سنة 1945، أي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية التي جاءت لتعلن نتيجة واحدة وهي فشل سابقتها عصبة الأمم في تجنيب العالم ويلات تلك الحرب التي خلّفت عشرات الملايين من القتلى وخرابا للعمران والبنى التحتية في القارة الأوربية وفي غيرها من مناطق العالم التي شكلت مسرحا للمواجهات بين دول المحور والحلفاء وتبيّن حينها أن عصبة الأمم تجاوزتها الأحداث حيث إن الميكانيزمات التي كانت تشتغل بها آنذاك أصبحت غير قادرة على الحفاظ الأمن والسلم الدوليين وذلك بعد 26 سنة فقط على إنشائها وفق اتفاقية فرساي الشهيرة سنة 1919.إن فشل عصبة الأمم الذي كانت نتيجته المباشرة اندلاع الحرب العالمية الثانية جعل قادة العالم آنذاك يفكرون في إنشاء هيئة أممية تكون أكثر فعّالية وقدرة على منع قيام الحروب والمواجهات وجاءت منظمة الأمم المتحدة لتضطلع بهذا الدور كمهمة رئيسية لوجودها، إلا أن كبار العالم آنذاك وخاصة الفريق المنتصر في الحرب العالمية الثانية وضع ميكانيزمات احتكر بموجبها رسم قدر العالم من خلال منح صلاحيات واسعة للدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الأممي والتي أصبحت بموجبها تقرر مصير هذا العالم دون استشارة السواد الأعظم منه.إن هذا الاختلال الذي شاب عمل الأمم المتحدة منذ إنشائها وإن لم يكن واضحا في بداية عملها إلا أنه وبعد موجة الاستقلال وحركات التحرر الوطني التي عرفتهما قاريتي إفريقيا وآسيا ما أدى إلى بروز دول مستقلة نالت عضوية الأمم المتحدة وكذا بروز أقطاب اقتصادية وسياسية لها وزنها وتأثيرها في مجريات السياسة الدولية بيّن ضرورة إعادة النظر في عمل الأمم المتحدة بشكل يراعي هذه التغيرات الدولية من خلال إنهاء اختصار العضوية الدائمة في مجلس الأمن في ثلة من الدول أعطت لنفسها حق التصرف في شؤون العالم دون الرجوع إلى الدول الأخرى.وفي هذا الصدد ولتصحيح هذا الوضع المختل، قال ابراهيم بولحية رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بمجلس الأمة – لدى نزوله ضيفا على «الشعب» – إن الجزائر طالبت قبل 40 سنة بإصلاح منظمة الأمم المتحدة وكانت بذلك من أولى الدول التي طالبت بتكييف هذه الهيئة مع المستجدات الدولية للحفاظ على بقاءها واستمرارها كمكسب لكل الشعوب يضمن لها الأمن والاستقرار، وأضاف بولحية أن الجزائر لاتزال تناضل من أجل حصول القارة الإفريقية على عضوية دائمة في مجلس الأمن تمكنها هذه القارة - التي عرفت تطورات ديمغرافية، سياسية واقتصادية كبيرة - من إسماع صوتها وحماية مصالح شعوبها والمشاركة بفعالية أكثر في دعم السلم والأمن الدوليين وتوفير الاستقرار والرفاه لكل الشعوب الأخرى وهذا علاوة على أن الجزائر أردف عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني العربي أن الجزائر رافقت الأمم المتحدةودعمت جهودها في حل الكثير من الأزمات كان آخرها في جهودها لحل الأزمة الليبية خاصة وأن الجزائر تمتلك آلة دبلوماسية نشطة ومؤثرة في إطار الأمم المتحدة ومنظمات دولية وإقليمية أخرى وكانت وراء اتخاذ هذه الأخيرة للكثير من القرارات وإصدار الكثير من التوصيات كما حصل سنة 2008 عندما أصدر الاتحاد البرلماني العربي توصية تجرّم الاستعمار.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/10/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أمين بلعمري
المصدر : www.ech-chaab.net