السلطات الجزائرية تسمح للطائرات العسكرية الفرنسية باستخدام الأجواء الجزائرية في الحرب المالية الجارية حاليا.
ليس هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها فرنسا الأجواء الجزائرية لأغراض عسكرية... ويتذكر الجميع سقوط الطائرة العسكرية الفرنسية المقاتلة في عين فكرون قرب خنشلة عندما كانت تعبر الأجواء الجزائرية. حدث هذا منذ سنوات.. وكشفت الحادثة عن استخدام الفرنسيين للأجواء الجزائرية لأغراض عسكرية دون أن يعرف الرأي العام هذا العمل.!
اليوم فرنسا هي التي تعلن عن استخدام الأجواء الجزائرية لأغراض حربية ضد جيراننا في مالي.. ولا تعلم السلطات الجزائرية الرأي العام الوطني بهذا الأمر ويعرفه الجزائريون من الفرنسيين.!
الفرنسيون يعتبرون أمنهم القومي يمتد من دانكارك إلى تامنراست كما قال ديغول ذات مرة قبل نصف قرن.. ومن حق الفرنسيين استخدام الأجواء الجزائرية لأغراض عسكرية لأن الجزائر ما تزال بلادهم.. وحقهم في أجوائها أكثر حتى من حق الجزائريين أنفسهم.! في أواسط الثمانينيات طلبت فرنسا من الجزائر السماح لها باستخدام الأجواء الجزائرية لنقل المؤن العسكرية الفرنسية إلى قواتها في تشاد خلال الحرب بين ليبيا وتشاد حول إقليم أوزو.. وقابل سفير فرنسا بالجزائر آنذاك قائد الأركان اللواء المرحوم مصطفى بلوصيف وطلب منه السماح لفرنسا باستخدام الأجواء الجزائرية عسكريا.
وتوسط للسفير المرحوم العربي بلخير قائلا للواء بلوصيف: إن الشاذلي لا يمانع في السماح للفرنسيين باستخدام مطار بوفاريك العسكري لنقل المؤن وليس السلاح.. ولكن بلوصيف رفض هذا الأمر قائلا للسفير الفرنسي: إن الجزائر تربطها بليبيا اتفاقية دفاع مشترك وقّعت بين بومدين والقذافي في حاسي مسعود سنة 1975 ولذلك لا يمكن للجزائر أن تقبل بأن تتم عمليات عسكرية ضد ليبيا انطلاقا من أراضيها.. وعندها سكت العربي بلخير والشاذلي على مضض لأنهما يكونان قد التزاما مع الفرنسيين مبدئيا.! اليوم البلاد ليس لها أي اتفاق للدفاع المشترك مع مالي.. وزيادة على ذلك، فإن العمليات العسكرية الفرنسية في مالي تتم بطلب من السلطة في مالي. وبذلك، فإن الحرج الجواري الجزائري ليس مطروحا.. لكن الحرج المهم هو كيف تسمح الجزائر للجيش الفرنسي بأن يعود بآلياته إلى أجوائنا بعد أن غادر هذه الأجواء قبل 45 سنة عند مغادرة قاعدة المرسى الكبير..! الجديد في هذا الأمر هو أن الجزائر لم تعد امتدادا للمجال الجوي للحلف الأطلسي فقط، بل أصبحت المجال الجوي العسكري للجيش الفرنسي.. والكارثة أن هذا يتم دون أي مقابل لصالح الجزائر.. على الأقل في المدى المعلوم والمنظور.! لماذا وصلت الجزائر في سيادتها وأمنها إلى هذه الوضعية؟! والجواب.. حدث هذا لأن المعارك السياسية في الداخل حول السلطة جعلت البلاد تصل إلى هذا الهوان من أجل العهدة الرابعة.!
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/01/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سعد بوعقبة
المصدر : www.elkhabar.com