تحولت الجامعات من مركز لتكوين الإطارات وحملة الشهادات العليا، إلى مكان يتخرج منه أشخاص بصحيفة سوابق عدلية سوداء، وهو ما تعكسه أرقام مصالح الدرك الوطني الخاصة بالجرائم المرتبكة ضد الأشخاص والممتلكات، حيث يتم توقيف واقتياد 8 طلبة جامعيين إلى الحبس كل يوم.
يرجع طلبة جامعيون التقت بهم ''الخبر''، أمس، بملحقة بني مسوس التابعة لجامعة الجزائر 2، دخولهم عالم الجريمة إلى الأوضاع التي يعيشونها، سواء أكانت اقتصادية أو اجتماعية، إلى جانب غياب أدنى وسائل الترفيه داخل الجامعة.
وفي هذا الإطار، يقول الطالب ''أمين. أ''، إن الفراغ الذي يعانيه الطالب الجامعي من بين أهم أسباب انحرافه، ما يجعله يحتك بشرائح من المجتمع خارج الحرم الجامعي، تستغله في ارتكاب جرائم.
وروى لنا هذا الطالب كيف تحول زميل له إلى مدمن مخدرات، إذ يقول: ''كان يشهد لزميلي انضباطه، غير أنه سرعان ما تحول إلى طالب منحرف، همه الوحيد البحث عن سيجارة مخدرات، وذلك بسبب وفاة والدته وإعادة والده الزواج بأخرى. ورغم أنه يقيم بالجزائر العاصمة، إلا أنه يقضي الليل معي في الإقامة الجامعية لبن عكنون''.
كما ذكرتنا الطالبة ''لمياء.ع'' بجريمة القتل التي اهتزت لها جامعة باب الزوار سنة 2009 إثر مقتل طالبة جامعية، ''أسماء''، على يد زميل لها، حيث قالت: ''لم يعد الطالب الجامعي بأمان حتى من قبل زملائه، فهناك من الطلبة من تخشى حتى الجلوس معهم، بسبب سلوكهم العنيف، وأذكر أن صديقة لي صفعها زميل لها في القسم فقط، لأنها قدمت له ملاحظة على لباسه''.
طلبة لكنهم تجار أسلحة!
هذه الوقائع تؤكدها آخر أرقام القيادة العامة للدرك الوطني، التي تشير إلى توقيف 245 طالب جامعي، خلال شهر جانفي الماضي، تورطوا في ''كوكتيل'' من الجرائم، تأتي في مقدمتها جرائم المتاجرة بالأسلحة، حيث تم تسجيل 8 طلبة ينشطون في هذا المجال، ثم يأتي الاعتداء على الممتلكات، حيث أوقف 52 طالبا بتهمة ارتكاب هذه الجريمة، تليها جرائم الاعتداء على الأشخاص، تورط فيها 48 طالبا، بالإضافة إلى إلقاء القبض على 41 طالبا بتهمة التزوير والمتاجرة في المخدرات و13 آخرين نشطوا في الهجرة غير الشرعية أو حاولوا ''الحرفة''.
ممثلو الطلبة: ''الوزارة هي المسؤولة''
من جهتها، حمّلت المنظمات الطلابية مسؤولية دخول الطلبة عالم الجريمة، إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، إذ يقول رئيس الاتحاد العام للطلبة الجزائريين منذر بودن: ''إن الجامعة تخلت عن دورها الحقيقي، ولا توجد مرافقة بيداغوجية وثقافية واجتماعية للطالب الجامعي''.
وأبرز المتحدث أن لـ''الفراغ القاتل'' الذي يعاني منه الطلبة، دورا في استفحال الظاهرة، في ظل افتقار الجامعة لأدنى مرافق الترفيه، رغم الميزانية الضخمة التي توفرها الدولة لهذا المجال، ليضيف أن بعض الجامعات لم تنظم أي نشاط فكري منذ عامين.
وحتى الأستاذ الجامعي، حسب محدثنا، أصبح ''لا يتواصل مع الطلبة، من خلال الاطلاع على مشاكلهم اليومية''.
وفي السياق ذاته، ذهب الأمين العام للاتحاد العام الطلابي الحر، مصطفى نواسة، إلى القول إن: ''عدد الطلبة الذين يرتكبون جرائم لا تمثل إلا نسبة ضئيلة من الشريحة الطلابية في المجتمع، ويبلغ عددهم مليون و300 ألف طالب على المستوى الوطني، وأن الجرائم التي ترتكبها هذه الفئة لا تشرف الطالب نفسه، ولا الجامعة''.
أما عن أسباب تفشي الظاهرة، يقول نواسة بأنها ''ترتبط بالمحيط الذي يعيش فيه الطالب، بسبب الظروف الاجتماعية والاقتصادية القاهرة، مع غياب المرافقة للطالب من الجانب البسيكولوجي وغياب نشاطات مشتركة مع مختلف مصالح الأمن، مع غياب الوازع الديني الذي يلعب دورا أساسيا في ضبط سلوكياته''، وهو ما يتطلب تنظيم عمليات تحسيسية لترقية المستوى العلمي والثقافي والأخلاقي للطالب.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/02/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: رزيقة أدرغال
المصدر : www.elkhabar.com