لعل من أهم وأخطر التحديات التي تواجه الدول في الوقت الراهن هو الجرائم الاقتصادية، وذلك بالنظر إلى الخطر الذي يمثله هذا النوع من الجرائم، وما تحمله من آثار مدمرة ليس على اقتصاد الدولة فحسب بل حتى اجتماعيا وسياسيا، وذلك باعتبار أن الاقتصاد يعد من بين الركائز الأساسية الذي تقوم عليه الدولة.
وبالعودة إلى الجرائم الاقتصادية نجد أنها قديمة قدم البشرية، فقد عرفتها مختلف التشريعات القديمة مثل تشريع حمورابي والروماني والإغريقي، وكذلك الشأن بالنسبة للشريعة الإسلامية، فمن بين الجرائم المعروفة منذ القدم والتي تسمى بالجرائم الاقتصادية التقليدية نجد الغش التجارة وفي الأسعار، المنافسة غير المشروعة، اختلاس المال، التهرب الضريبي...الخ، إلا أنه وفي مقابل هذه الجرائم نجد الجرائم الاقتصادية المستحدثة، التي ظهرت في هذا العصر حين استغلت العولمة بكل أوجهها كبيئة مناسبة لزيادة نشاطه وحجمها، وهو ما يبين مدى خطورة هذا النوع من الجرائم، وتبعا لذلك فان الأمر يستدعي ضرورة دراسة هذا النوع وذلك بغية إزالة شيء من الغموض الذي يشوب هذا النوع من الجرائم. وتبعا لذلك نطرح الإشكالية التالية: ما هو الإطار المفاهيمي للجرائم الاقتصادية، وما هي أسباب تزايد حجم ونشاط هذا النوع من الجرائم؟
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 26/03/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - محمد بلقاسم
المصدر : مجلة البحوث والدراسات القانونية والسياسية Volume 3, Numéro 1, Pages 133-141 2013-01-01