الجزائر

الجدير بالذكر كامو أشرف من هؤلاء...



مما لا لبس فيه ولا شك أن مواقف الأديب العالمي الكبير "ألبير كامو" تجاه القضية الجزائرية كانت, بالنسبة لنا ولجميع أحرار العالم وقتها, سلبية ولا تعبر عن القيمة الأدبية والفكرية, ولا عن السمعة الكبيرة التي وصل إليها هذا الأديب الحائز على جائزة نوبل للآداب, ولكن ذات المواقف كانت بالنسبة لعشيرته مواقف إيجابية وجب التنويه بها, والترويج لها باعتبارها صادرة عن شخصية فكرية وأدبية كبيرة. ألبير كامو فضل الانحياز لأمه فرنسا على حساب العدالة والمبادئ الإنسانية والتي كان يؤمن بها ويدافع عنها, لكنها لما تعلقت ببلده تنكّر لها وتجنبها بل ولم تكن تعنيه البيانات واللوائح التي كان يحررها أكبر المفكرين والكتاب, سواء من فرنسا أو من غيرها, المنددة بالاستعمار الفرنسي والمنحازة لتقرير المصير والاستقلال, والرافضة لجميع أشغال الهيمنة على الشعوب واستغلال ثرواتها... كانت بالنسبة لألبير كامو فرنسا هي "الأساس" تسبق العدالة وتسبق الإنسانية وتسبق حتى جائزة نوبل التي منحت له. كما نقارن موقف ألبير كامو "المشرف" في نظر الداعين لبقاء الجزائر فرنسية وبين بعض "إخواننا" الذين يبيعون وطنهم ودينهم وملتهم بمجرد أن تعطى لهم فرصة الهروب من الوطن والوصول إلى الضفة الأخرى, كتاب وأدعياء كتابة باعوا "جزائريتهم" و"وطنيتهم" بأبخس الأثمان؛ كذبوا, تملقوا, حاكوا المكائد والأباطيل, شتموا الشعب الجزائري واستخفوا بالثورة التحريرية المباركة... كل هذا من أجل مكاسب آنية... أنا لا أبرر مواقف ألبير كامو وليذهب إلى الجحيم وليدخل مزبلة التاريخ... لكنه في نظري أشرف ممن باعوا ضمائرهم لفرنسا... يكتبها: سليمان جوادي


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)