الجزائر

الجدير بالذكر ثورة من أجل الثورة!؟


انقشع الغمام وزال الغبار، وتكشفت كثير من عورات ما سمي بالثورات العربية، وظهرت مطبات وأخطاء جمة ما كانت لتقع لو أن القائمين على هذه الثورات ومشعلي فتيلها تدبروا أمورهم من قبل ووضعوا جميع الإحتمالات نصب أعينهم، وفكروا حتى في البدائل التي سيفرضونها عندما ينجحون في ”ثورتهم”.. صحيح أن هذه الثورات كانت أغلبها انتفاضات على تراكم الأزمات وتعفن السياسات التي احتقرت الشعوب وجعلت الحكام يستأسدون ويسأثرون بخيرات البلاد وأرزاقها، وكان الهدف الأساسي الأول والوحيد لدى المنتفضين هو إسقاط هؤلاء الحكام وتغيير النظام واستبدال السياسات المنتهجة من طرفهم بسياسات أخرى أكثر رأفة بالشعب وأقرب إلى سماع أناته وتدبر هومه وانشغالاته.. لكن وقع ما لم يكن في الحسبان ولم يضع له ”الثوار” أي حيز من تفكيرهم، فوقعت الإنزلاقات والإنقسامات والإقتتال على مكاسب ”الحرب” وتقاسم السلطة، بل بدأ التفكير في بعض البلاد إلى تفتيتها وتقسيمها إلى دويلات وإمارات، وأصبحت كل جهة تفكر في المغنم الذي تستأثر به لنفسها أكثر من تفكيرها في وحدة البلد التي كانت قائمة قبل ”الثورة”، رغم سوء الساسة والسياسة وتدهور الحالة الإجتماعية لغالبية السكان.. وها هم بعض ”الثوار” في هذه البلاد يصبحون ويمسون على تتبع الموالين ”لأزلام” النظام السابق والتنكيل بهم وإبادتهم، أكثر من انشغالهم بنظام الحكم في البلد أو البديل الذي سيحقق لهم الرفاهية والإزدهار ويكشف للعالم إيجابية ثورتهم.. سليمان جوادي
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)