الجزائر

الجدير بالذكر الفكر والثورة...



كانت لدي قناعة دائمة وراسخة من أن الفكر يسبق الثورة وذلك بالتمهيد والتخطيط لها أو بمجرد التنظير, فكانت كثير من الكتابات الفكرية إرهاصات للثورات أو استشرافاتها. وقد تنطلق هذه الثورات في غفلة من صاحب الفكرة ودهشة منه, وكثيرا ما تتجاوزه وتذهب بعيدا عمّا كان يرمي إليه ويفكر فيه, وكنت على قناعة أيضا من أن المفكرين الكبار ليسوا بالضرورة ثوّارا كبارا وليس كل صاحب فكرة أو نظرية يستطيع تنفيذها على أرض الواقع بنفسه. ولعل فشل كثير من الكتّاب الكبار والمفكرين في تولي المناصب السياسية وعجزهم في التسيير أو حتى ترجمة ما كانوا ينادون به في كتاباتهم إلى عمل واقعي ملموس ما يؤكد ذلك. وبالطبع هناك استثناءات لا يمكن إغفالها, هذا فضلا عن حساسية السياسيين من أصحاب الفكر وذلك الصراع الخفي الدائم بين الفريقين... هل سيغير هذه النظرة ظهور المفكر العربي السوري برهان غليون في مشهد الثورة وتوليه لقيادة المجلس الانتقالي السوري والحديث باسمه وباسم من ثاروا ضد النظام الحاكم في دمشق.. لا يختلف عربيان أو سوريان في أن برهان غليون كاتب كبير ومثقف من الطراز الراقي, لكن بوادر الاختلاف حوله كقائد للثورة كثيرة ومتعددة وجاءت من جهات سورية مختلفة وخاصة من أولئك الذين يرون أن الحسم في سوريا لا يحققه إلا الكفاح المسلح ولو بالتدخل الأجنبي أو من الذين يعيشون الأزمة في الداخل.. في انتظار ساعة الحسم, يرى كثير من المثقفين أنه كان على برهان غليون مساعدة الثورة بالكتابة عنها والتنظير لها من دون الدخول في أثونها والتورط في صراعات قد تسيء إلى تاريخه الفكري الطويل وتفتح أمامه جهات معادية هو في غنى عنها.. يكتبها: سليمان جوادي


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)