الجزائر

الجبهة كونت نواة شبابية صلبة والسياسة لا تتعارض مع رسالة الفنان



يثني الإعلامي والفنان المخضرم، فؤاد بن طالب، على دور جبهة التحرير الوطني في تكوين نواة من الشباب الجزائري المتشبع بالروح الوطنية، ويرى في هذا الحوار مع "صوت الأحرار"، أن الفنان كغيره من نخب المجتمع الأخرى يؤثر ويتأثر بالعمل السياسي، ولا يرى مانعا في أن يكون لرجل الفن إسهامات في حقل السياسة.
فؤاد بن طالب وجه تلفزيوني وصوت إذاعي ومربي، كيف بدأت مشوارك المهني؟
المسار المهني متنوع ومتطور ومتجدد، فأنا من الشباب الأوائل الذين اقتحموا التعليم في 24 نوفمبر 1960، كنا من المعلمين الأوائل إلى جانب المصرين والعراقيين والسوريين والفلسطينيين وغيرهم، ممن وضعوا الحرف العربي على السبورة إلى جانب الأساتذة من البلدان الشقيقة والصديقة هذا بالنسبة لمهنة التعليم.
وعن مهنتي كإعلامي فقد اقتحمت الميدان سنة1967 وإلى غاية 1968 حين كنت اشتغل مدرسا وأتعاون مع الإذاعة الوطنية كمعلق رياضي إلى غاية اليوم.
وكانت لي أيضا تجارب في ميدان الكتابة حيث بدأت أنشر في بعض المجلات منها مجلة الإذاعة، وجرائد وطنية كجريدة الشعب والنصر وصحف أخرى إلى أن جاءت فرصة التعليق الرياضي في القناة الأولى.
دخلت القناة الأولى عبر مسابقة في التلفزيون، حيث كان زمان للتلفزيون والإذاعة مدير عام واحد، لذا اقتحمت المجال من الباب العريض، عبر مسابقة إلقاء صوت وصورة، وحققت الهدف المنشود بعد أربعين سنة من العطاء للإذاعة والتعليق الرياضي والكتابات.
وفي ميدان الفن اقتحمت الدراما سنة 1957 قبل الإذاعة والتلفزيون، لما كنا نسكن في حي "لعقيبة " الشعبي ببلكور سابقا، "بلوزداد" حاليا، وكان بجانبنا الأستاذ الكريم والشيخ الفقيد طاهر فضلاء رحمه الله صاحب مسرح الهواة. كان يأخذنا معه إلى قاعة ابن خلدون، فتعلمت على يديه التمثيل والإلقاء واللغة العربية السليمة في مسرح الهواة إلى جانب شيوخ زمان أنذك أمثال، علي عبدون، سي علي فاضلي، وأسماء أخرى كبيرة بعضهم توفوا رحمهم الله.
وإلى غاية هذه اللحظة لازلت أنشط في الحقل الرياضي وفي ميدان التمثيل إلى غير ذلك، محققا مسار مهني يمتد والحمد لله لأكثر من 40 سنة ما بين التعليم والإذاعة والكتابة والدراما وأنا سعيد بهذا.لأنني حققت حلماً كنت في البداية أعشق التعليم فبقيت فيه إلى غاية التقاعد، وفي نفس الوقت أعمل في التعليم والتمثيل داخل المدرسة مع زميلي وصديقي رحمه الله عبد القادر طالبي الذي كان من الأوائل برنامجه الكبير والمتميز في التلفزيون "الألغاز الخمسة".
كيف استطعت التوفيق في كل هذا؟
شكرا على هذا السؤال، بالفعل شيء صعب أن تجمع بين هذه المحطات، لأنها محطات ثرية وغنية بأمور كثيرة، فالسر يكمن في الإنسان نفسه إذا عرف كيف ينظم حياته اليومية عبر برنامج مسطر بإمكانه أن يوفق.
أنت خريج مدرسة حزب جبهة التحرير الوطني السياسية والفكرية، كيف ترى علاقة الفنان بالوضع العام اليوم؟
أنا فخور جدا بأنني أنتمي إلى جبهة التحرير الوطني، لأنني أولًا ابن عائلة مجاهدة، احتضنتها جبال بو طالب الحامة بولاية سطيف، هذه المنطقة الثورية التي كانت تنتمي إلى الناحية الأولى تحت إشراف مصطفى بن بولعيد رحمه الله. ثانياً جبهة التحرير تبقى دائما هي الركيزة الأولى في المجتمع الجزائري حب من حب وكره من كره، لأنها حنونة على أبنائها الجزائريين بدون استثناء. فهي لا تفرق بين الغني ولا الفقير وتعمل من أجل مصلحة البلد والحمد الله منذ الاستقلال إلى اليوم فالجبهة دائما هي الرائدة في البناء والتشييد، في التسيير وفي الدراسة والطب والإعلام وفي كل الشؤون اليومية الذي تهم المواطن وخاصة الشباب. فكيف لا نحب الجبهة؟ وهي تبقى الحاضنة الأولى للأجيال الصاعدة،
أعتز فعلا أني أنتمي إلى الجبهة ولا زلت مناضلا لأكثر من30 سنة، مناضل بسيط ولكنني أتمتع بشوق وشغف إلى هذه الجبهة التي احببتها وأنا في عز شبابي عندما كنت أتقرب من المجاهدين وهم يتزاورون في جبال بن طالب، وهذا شرف لي ولعائلتي المجاهدة.
ما هي أهم منجزاتك التي تعتز بها طوال مسارك المهني والفني؟
سؤال له شقان، طبعاً كل إنسان عندما يحقق ولو شيء بسيط فهو سعيد، أما فؤاد بن طالب فحقق مشواره الكبير في ميدان التعليم وخرج على يديه الآلاف من التلاميذ الذين دَرَّسناهم في الابتدائي، ولكن إلى حد اليوم لا يزال الذين تخرجوا على أيدينا في المدارس الابتدائية يحترموننا جيدا ومن هؤلاء أطباء، وسفراء ودبلوماسيين، وأنا أعتز بهذا.
كما أعتز اني استطعت الوصول إلى الجماهير، عن طريق الإذاعة الوطنية وبالمناسبة أحيي الإذاعة الوطنية التي فتحت لي أبواب النجاح وأبواب العلاقات عبر الجماهير في داخل وخارج التراب الجزائري وهذا شيء أفتخر به كثيراً.
وأعتز أيضاً أني اقتحمت ميدان التمثيل الذي أحبته وأنا صغير منذ 1957 إلى اليوم وأنا أقوم بالتمثيل الدرامي فهذا أيضاً أوصلني إلى بر الأمان وأصبحت لي أعمال كثيرة تتعدى 30 عملاً ما بين المسلسلات والأفلام السينمائية والتلفزيونية.
إضافة إلى هذا، العلاقة العامة الاجتماعية، مع كبار المثقفين، مع كبار المسؤولين إلى غاية اليوم وهذا شيء جميل أنا أعتز به كثيراً وكذلك فإن المحطات التي مررت بها فتحت لي المجال كثيرا، لأنني تعبت كثيراً ولكنني حققت أملاً هو الآن يعطيني جرعة أكسيجين إضافية في الحياة أتمتع بها حالياً والحمد الله.
لو تخيير بين الفن والوظيفة والتعليق الرياضي، ماذا ستختار؟
الإعلامي أو الفنان أو الكاتب ليس له عمر معين مدام يغوص في أعماق الثقافة، التخيير هنا صعب لأن التعليق الرياضي والتمثيل من عائلة واحدة لأنهم ينتمون إلى الثقافة ولذلك لا يمكنني أن أفرق بين هذا وذاك وعليه فأنا أعتز بهاذين المهنتين أو بكل المهن التي مررت بها ولا يمكنني أن أفرق بينها الانها هي التي أوصلتني إلى بر الأمان وإلى العلاقات العامة التي أعتز بها حاليا في وسط الشريحة الجزائرية عبر التراب الوطني.
كيف يرى فؤاد بن طالب مستقبل العمل الفني في الجزائر، وماذا تقترح لترقية ذوق المجتمع الجزائري ؟
طبعا ترقية الفن في الجزائر يتطلب أولاً أن يكون رجال الثقافة مثقفين هم بالدرجة الأولى، لأن الموهبة وحدها لا تكفي. الموهبة تصقل أما الثقافة لا تصقل الثقافة مغروسة، لابد أن تفجر سواء بالصوت أو بالقلم وعليه فالفنان الناجح أو الذي يكون نفسه ثقافياً ويعرف مدى قيمة المهنة التي يمتهنها أمام الملايين من الجماهير.
وعليه إذا أردنا النجاح في أي مجال لا بد أن نثقف أنفسنا سواء كان في الفن أو الرياضة أو الصناعة أو في الاجتماع لأن الثقافة هي التي تضع بالإنسان في الطريق السليم وتصل به إلى بر الأمان.
هل يستطيع الفنان أن يكون رجل سياسة؟
ولما لا، الفنان هو بشر يعني يؤثر ويتأثر، كما تأثر بالفن يمكنه أن يتأثر بالسياسة، فإن السياسة هي لغة البشر، نستطيع القول لها قواعد وإذا اقتحمها الإنسان يجب أن يعرف ماهي السياسة ممكن ترفع به إلى فوق أو ممكن أن تنزل به إلى الحضيض، بشرط أن يكون مقتنعاً بما يريد أن يقوم به في حقل السياسة هذا هو المهم أن يكون مقتنع، إذا اقتنع يمكن أن يكون سياسي ولما لا ليس المفروض أن يبقى محجور في البيت أو المسرح.
وهناك كثير من السياسيين على مستوى العالم العربي والجزائر اقتحموا السياسة ووصلوا إلى المجلس الشعبي الوطني، منهم بوبقرة وحتى الرياضيين وصلوا إلى المجلس الشعبي الوطني وغيرها إلى البلديات، إلى الولايات، لذلك فالسياسة ليست مقتصرة على البعيدين عن الفن أو الرياضة بل هي مفتوحة للجميع بشرط أن يكون الإنسان متفتحا عن السياسة ويعرف ما معنى السياسة ولابد أن يكون ذكياً عندما يقتحم مجال السياسة وغير ذلك المجال مفتوح أمام كل جزائري وجزائرية لمن أراد أن يقتحم المجال السياسي بشرط أن يحب الجزائر ويعرف ما قيمة البلد وما قيمة الثوار وقيمة جبهة التحرير وقيمة الرجال الذين ضحوا من أجل هذا البلد وعليه فالسياسة هي فرصة لكل الجزائريين لمن أراد أن يقتحمها، الباب مفتوح للجميع.
ما يمكن أن تقول كإضافة أخيرة؟
في أخر هذا الحديث عبر جريدة "صوت الأحرار" أقدم تحياتي إلى كل مسؤولي هذه الجريدة وإلى كل قراءها سواء كانوا سياسيين أو رياضيين أو مثقفين أو مسؤولين لأنها جريدة تقتحم دائماً المواضيع التي تخدم الوطن وهذا يسعدني ويشرفني وأنا أعتز بهذه الكلمات عندما أقرأها على صفحات الجريدة.
أتمنى المزيد من النجاحات لهذا المنبر الإعلامي الوطني ولكل الإعلاميين والمسؤولين وشكراً لكل الشعب الجزائري ونقول له عيد سعيد ونحن لازلنا نحتفل بأجواء نوفمبر الثورة والجهاد، وأحيي كل الإعلاميين بدون استثناء في الإذاعة والتلفزيون والجرائد من هذا المنبر الإعلامي جريدة صوت الأحرار المحترمة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)