ساهمت الأنترنت التقليدية إلى حد كبير في اتساع مساحة الأمل في الجامعة رغم بعض الجوانب السلبية التي التصقت بها فيما يتعلق بالسرقة العلمية، مساحة الأمل تتمثل في أن كل الجامعات أصبحت لديها مواقع لإعلام الطلبة بالجديد، فيما يخص التسجيل وإعادة التسجيل وتحميل استمارات المشاركة في المسابقات، ومعرفة عدد المسجلين والفروع المتاحة ورزنامة تقديم الطلبات، وهناك جامعات ذهبت بعيدا في هذا الشأن إلى حد نشر نتائج الامتحانات المختلفة.تعد هذه مؤشرات إيجابية على درجة التطور الحاصل في جامعاتنا من جانب الاستفادة من أنترنت، إلا أنها تبقي في حاجة إلى جعلها متطابقة مع الواقع، فكثيرا ما يكون الاستقبال مخالفا تماما لتلك الصورة التي تقدمها لنا الأنترنت، وغالبا ما يكون الطرف المستقبل دون مستوى الطرف الذي تعامل مع التكنولوجيا وأعلن عن معلومات وتواريخ وشروط التسجيل عبر الشبكة.عادة ما يواجه الطالب في الميدان بحقائق أخرى وبمعلومات غير متطابقة مع ما هو معلن رسميا وبتواريخ غير تلك المعلنة على الشبكة، وغالبا ما يصدم بتدخل العامل البشري سلبيا في سير كل العمليات المعلن عنها رسميا عبر الأنترنت.هذا الأمر يستدعي تدخلا ردعيا من قبل وزارة التعليم العالي، بأن تلزم الجميع ونفسها بالدرجة الأولى بالالتزام بما ينشر في مواقع الأنترنت المختلفة، فضلا عن التدقيق فيما ينشر واعتباره ملزما ليس فقط للطلبة إنما للإدارات المختلفة.لقد فاق عدد طلبتنا المليون طالب، ولا يُعقل أن يبقى التعامل مع هؤلاء من خلال تلك الطوابير الطويلة أو تلك الإعلانات الشفوية أو الوعود التي يعلن عنها هذا المسؤول أو ذاك ليتراجع عنها بعد حين.ليس أمام جامعاتنا إلا أن تستفيد إلى أقصى تقدير من التكنولوجية المتقدمة وأن تكون رائدة في ذلك، وليس أمام وزارة التعليم العالي إلا أن تستحدث هيئة رقابة وتقييم على المواقع الإلكترونية للجامعات، وأن تفرض على مسيريها السماح للمستخدمين من طلبة وأساتذة أن يسجلوا بحرية تعاليقهم وملاحظتهم لكي تعرض بشفافية تامة على الجميع.وهكذا يمكننا أن ننتقل من الإعلام والتوجيه إلى استخراج شهادات النجاح ومعالجة ملفات التحويل والمشكلات البيداغوجية المختلفة بفعالية ومن غير إرباك للحياة اليومية للطالب والأستاذ. وليس ببعيد المنال أن ننشئ الشبكات البحثية بين جامعاتنا ومعاهدنا كما هو الشأن مع أنترنت internet 2 التي يجهلها معظمنا، وننتقل من مجال التسيير إلى مجال البحث والتعليم وتنظيم الندوات عن بُعد ولمَ لا حل مشكلة الاستفادة من الأدمغة المهاجرة للتدريس أو المشاركة في البحث والمناقشات... هل هذا ببعيد المنال؟ أليس من حقنا أن نأمل؟
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 02/09/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشروق اليومي
المصدر : www.horizons-dz.com