ينتظر أن يلتقي، اليوم، الأمين العام لجامعة الدول العربية، السيد نبيل العربي، بأهم رموز المعارضة السورية، حسب ما صرح به المنسق العام لهيئة التنسيق الوطني في سوريا. وأهمية هذا الموعد، حسب المتابعين للوضع في سوريا، تكمن في كونه أهم لقاء يجمع أمين عام جامعة الدول العربية بطرف سوري فاعل، قبل اجتماع لجنة المتابعة العربية المكلفة بمعالجة الأزمة المرتقب يوم السبت القادم، والذي يتوقع أن يكون الاجتماع المفصلي لكل التطورات التي ستحدد تطورات الأحداث المستقبلية في سوريا. وبالرغم من هذه التطورات، فقد دعت الهيئة العامة للثورة السورية جامعة الدول العربية إلى سحب مبادرتها بشأن الأزمة، وأعلنت عن إضراب عام، الخميس، احتجاجا على قصف القوات السورية لمدينة حمص التي سقط بها، منذ الإعلان عن المبادرة العربية التي وافقت عليها دمشق، ما يزيد عن السبعين قتيلا، الكثير منهم سقط تحت قصف الأسلحة الثقيلة للمدينة من قبل قوات الجيش التي تطارد المنشقين عن وحداتهم العسكرية.
وفي تطور آخر يوحي بأن المعارضة أو على الأقل أطرافا منها قد حسمت أمرها وقررت الذهاب بعيدا في المواجهة، وجه أكثـر من تنظيم معارض دعوة لتوفير حماية دولية للمستهدفين من المدنيين، وهو ما يعني أن هذه المعارضة لا تنتظر شيئا من التحركات العربية ولا ردود فعل سلطات دمشق. وفي تطور سلبي آخر، انتقد سفير سوريا في القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، يوسف أحمد، تصريحات الأمين العام للجامعة الذي حذر نظام دمشق من عدم تنفيذ خطة الجامعة، معتبرا أنه ستكون له عواقب ''كارثية'' على سوريا والمنطقة. واعتبر أن تصريحات الأمين العام ونائبه أحمد بن حلي ''تخلق التباسا وتداخلا ليس في محله مع مضمون خطة العمل العربية''، معتقدا أن الأمانة العامة للجامعة تمارس بذلك ''دورا يعتبر تجاوزا للصلاحيات التي خولها ميثاق الجامعة العربية''. كما أكد السفير أن دمشق ''وافقت خلال الاجتماع الوزاري الأخير على خطة العمل العربية، واليوم تجدد التزامها بما وافقت عليه، لا بل قطعت شوطا جيدا على طريق تنفيذه، بدليل العفو الذي أعلنه السيد وزير الداخلية بالنسبة للمسلحين والإفراج عن أكثـر من خمسمائة معتقل بسبب الأحداث الأخيرة''.
ميدانيا، تحدث ناشطون من داخل سوريا أن 11 شخصا قتلوا بنيران الأمن السوري في كل من حمص وريف حماة وريف دمشق. وقالوا، حسب ما نقلته عنهم العديد من الوكالات والمواقع الإخبارية، أن قوات الجيش والشبيحة قد دمرت كل شيء تقريبا بحي بابا عمرو، كما تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن ''اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي السوري ومنشقين في مدينة القصير بمحافظة حمص، دون أن ترد بعد أي أنباء عن حجم الخسائر من الجانبين. وبموازاة هذا، تواصلت المداهمات الليلية والاعتقالات وكذلك المظاهرات الليلية بعدد من المدن.
وعن المخلفات الإجمالية للمواجهات المتواصلة بسوريا منذ شهر مارس الماضي، جاء في تقرير صدر يوم أمس عن المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، أن عدد القتلى بلغ 3500 قتيل.
وعن المعتقلين في السجون السورية، أوضحت المتحدثة باسم المفوضية العليا، رافينا شامداساني، في مؤتمرها الصحفي، أن ''الحكومة السورية أعلنت الإفراج عن 550 شخص، يوم السبت بمناسبة العيد، لكن عشرات الآلاف ما زالوا معتقلين وعشرات الأشخاص يتم توقيفهم كل يوم''.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/11/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: العربي زواق الوكالات
المصدر : www.elkhabar.com