الجزائر

الجامعة العربية.. إلى أين؟



الجامعة العربية.. إلى أين؟
من جديد تنفرد الجامعة «غير» العربية بقراراتها و بياناتها السابحة ضد التيار العربي الإسلامي, باستهداف بلد عربي «قوي بضعفه» كما يوصف عادة, وبلد إسلامي قوي باعتماده على نفسه, وبحزب عربي مقاوم فرض نفسه كقوة رادعة لمن عجزت الجامعة اللاعربية عن ردعه, رغم عدة وعتاد أعضائها.فقرار الجامعة الصادر عن اجتماعها الطارئ يوم الأحد ضد ما سمي التدخل الإيراني في المنطقة العربية, وضد لبنان بسبب حزب الله و سلاح المقاومة , لم يزد الأمتين العربية والإسلامية إلا اقتناعا بأن هذه الهيئة الإقليمية لم يعد لها أية صلة بقضايا العرب والمسلمين, بعد أن أصبحت أداة تُستغلّ في تصفية حسابات مع منافسين رغم القواسم المشتركة التاريخية والدينية وتفرض على بقية الأعضاء تبني نفس النهج عبر أشكال مختلفة من الضغوط والمساومات التي لم تعد خافية على أحد.
المفارقة في قرارات الجامعة الأخيرة أنها تصنف حزبا عربيا مقاوما , كمنظمة إرهابية, في وقت كانت حشود هذا الحزب تقوض آخر معاقل تنظيم داعش الإرهابي وطرد عناصره من مدينة البوكمال السورية, وبذلك استطاع كل عربي ومسلم أن يقارن بين «جهود الجامعة» وطريقة معالجتها القضايا العربية, وبين العمل الميداني والتضحيات التي تقدمها المقاومة (التي تنعتها الجامعة بالإرهاب رغم أن العالم كله أضحى يعرف من هم رعاة الإرهاب العالمي وممولوه ومجندو عناصره)؟؟؟
ومن هنا فإن الجامعة, لم تعد صالحة للإصلاح شؤون العرب ما دامت هي نفسها في أمس الحاجة إلى الإصلاح الجذري لهياكلها وآليات عملها, بشكل يحررها من الأهواء الفردية, والنزوع نحو الأحلاف الفئوية أو الإقليمية, داخل هيئة من المفروض أن تكون كتلة واحدة موحدة. وهو ما طالبت وتطالب به الجزائر منذ أكثر من عقد من الزمن ,حيث سبق لها وأن دعت، في القمة التي استضافتها عام 2005، إلى إصلاح جوهري لعمل الجامعة، يشمل التناوب على شغل منصب الأمين العام بين الدول الأعضاء, غير أن الاقتراح لم يعتمد, رغم أن ميثاق جامعة الدول العربية ,لم ينص صراحة على أن يكون هذا المنصب حكرا على عضو دون الأعضاء الآخرين, خلافا لمقر الجامعة.
في غياب مثل هذا الإصلاح يصدق على هذه الهيئة هاذين البيتين الطريفين :
يَا لَكِ من قُبَّرة بِمَعْمَرِ ** خلا لك الجو فبيضي واصفري
ونقري ما شئت أن تنقري ** قد رفع الفخ فماذا تحذري ؟...


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)