الجزائر

الجامع الكبير




يعرف أيضاً بالجامع الأعظم، أقدم مساجد تقرارت، شيده القائد المرابطي يوسف بن تاشفين خلال حصاره لأقادير عام 474هـ. وخلال هذا الحصار، خطط يوسف بن تاشفين مدينة جديدة سماها تقرارت (معناها المرحلة) وجعلها المركز الرسمي للحكم المرابطي بالمغرب الأوسط، إذ شيد بها دار الإمارة ومعسكرات الجيش والقصور والمسجد الجامع، الذي توسط هذه المدينة. وقد أتمه الموحدون من بعدهم وأدخلوا عليه توسيعات تركت بصماتهم على الجانب الفني والمعماري.
شكل الجامع مستطيل طوله حوالي ستون متراً وعرضه خمسون متراً، تعلوه قبتان مغطى سطحهما بقرميد أخضر اللون ومئذنته عالية ذات أربعة أوجه، يبلغ ارتفاعها خمسة وثلاثين متراً وهي من بناء السلطان يغمراسن.
يحتوي الجامع الكبير على ثمانية أبواب، ثلاثة في الشرق وهي: باب الخرازين المؤدي إلى دكاكينهم وهو أهم أبواب الجامع، وباب دار المساكين المقابل لملجأ المسنين والفقراء واليتامى، وباب سيدي أحمد بن الحسن القماري المؤدي إلى ضريحه.
وله ثلاثة أبواب في القبلة وهي: باب ابن مرزوق الحفيد لقربه من ضريحه، وسمي كذلك باب المدرسة التاشفينية، وباب الجنائز الذي تدخل منه الأموات للصلاة عليهم، وباب الضحية الذي يذبح الإمام أضحية العيد بقربه. وهناك باب واحد في الشمال وهو باب ابن صعد الذي يقابل مقامه.
وللجامع باب واحد في الغرب هو باب دار الإمارة أو القصر القديم، وكان السلطان وحاشيته يدخلون منه أيام العيد والجمعة.
يشتمل الجامع الكبير على قاعة للصلاة وفناء وأروقة تحيط به ومئذنة. وأما قاعة الصلاة فهي فضاء فسيح يحتوي على اثنين وسبعين سارية عظيمة من الحجر الصلد، يتألف منها ست بلاطات وثلاثة عشر رواقاً أوسعها الرواق الأوسط الذي يؤدي إلى المحراب وتعلوه القبتان، الصغيرة والوسطى.
زخرفت القبة الوسطى بأشكال عريضة تلمع لمعاناً، ووضعت الصغرى على قوس مربع الشكل يحتوي على إفريز نقش في حفريته العريضة بخط أندلسي اسم الأمير الذي أمر بهذا العمل الكبير، ولكنه محي لاحقاً، ولم يبق إلا تاريخ الإنجاز 530 هـ، أي عهد يوسف بن تاشفين.
ويتميز هذا الجامع عن مساجد تلمسان الأخرى بتعدد وجمال وروعة زخارفه والأشكال الهندسية به، وأروقته الكثيرة، وفناءه الواسع، وقبابه الدائرية، ونوافذه المنقوشة وغيرها من الإنجازات الفنية المتقنة.
احتوى الجامع في العهد الزياني على مكتبتين زاخرتين بالكتب الثمينة والتي كانت يتوافد عليها طلبة المدرسة التاشفينية القريبة من الجامع. وكانت المكتبة الثانية التي تواجدت بالقسم الأمامي من المسجد من إنشاء السلطان أبي زيان الثاني عام 796 هـ.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)