الثورة الجزائرية و كتابة التاريخ موضوع شائك أسال الكثير من الحبر. و الجدال في كيفية كتابة هذا التاريخ و إلى من تسند المهمة ' هل إلى مؤرخين أم سياسيين أم أساتذة أم باحثين و رغم مرور ستين سنة على اندلاع الثورة ' و مرور عقود , و وفاة الكثير من المجاهدين و الثوار و دفن أسرارهم معهم ' لا نزال لم نعط لثورتنا المظفرة حقها من الكتابة لتبقى موثقة ' حقائقها ثابتة غير قابلة للتزوير أو التشويه.و قد حاول البعض إثبات بعض الوقائع من خلال كتب تاريخية أو أفلام أو أشرطة وثائقية لكنها تبقى بعيدة عن الحقيقة و تجانبها في الكثير من الأحيان ' بل و تختلط الأحداث ' فالثورة لم نعطها حقها بعد و لم ننصفها كما ينبغي ' و ما زاد من الأمر سوءا أنها تعرضت إلى التشويه ' بعدما اندس في أوساطها الكثير من المرتزقة و الانتهازيين ' , أصبحوا محسوبين على من صنعوا أحداثها ' و هم ما يُسمون اليوم بالمجاهدين المزيفين ' و الذين لم يستطع أحد سواء من الثوريين أو السياسيين إيجاد حل لهم مثلما قال رئيس جمعية المحكوم عليهم بالإعدام السيد مصطفى بودينة أمس في ندوة الجمهورية .فحلّ مشكل هؤلاء لا يأتي إلا بوفاتهم . و عليه بات من الصعب توثيق الوقائع و الأحداث كما جرت ' هذا التماطل في كتابة أحداث الثورة و قلة إهتمام المدرسة بتاريخ الجزائر و أبطالها ' جعل الأجيال الصاعدة لا تهتم كثيرا بما حدث و لا يعرف الشباب عنها إلا من خلال ما يسمعونه عن طريق أسلافهم في العائلة أو ما تبثه وسائل الإعلام في المناسبات فقط' لأن المدرسة الجزائرية لا تعطيهم شيئا' الأمر الذي جعل الكثير من أبنائنا لا يأبهون لتاريخ بلدهم ' باستثناء القلة .و عليه لا بد من مراعاة هذا الجانب لأن الجيل الجديد متشوق لمعرفة بطولات أسلافه يقول السيد بودينة حيث بمجرد أن تحكي له عن رسالة زبانة مثلا و ما بداخلها ' أو أي حدث آخر تكتشف مدى شغف الشباب و تعطشه و تعلقه بتاريخ بلده .إذن ' ما نستخلصه من هذه الندوة أن الثورة الجزائرية لم تأخذ حظها بعد من الإهتمام ' و لم ينصفها لا أبناؤها ' و لا من قام بها, و حان الوقت لأن تسترجع مكانتها و قداستها ' خصوصا و أن أبطالها يرحلون الواحد تلو الآخر.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 11/12/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : فتيحة
المصدر : www.eldjoumhouria.dz