الثورة تهددها ثورة

وجد الحكام الجدد في الدول العربية التي قامت بما يسمى ثورة، أمام وضع يشبه بالتقريب ما كانت عليه الحكومات التي شاركوا في الإطاحة بها، حيث باتوا هم اليوم معرضين لثورة، فالوضع الاقتصادي والاجتماعي وحتى السياسي في مصر لا يبشر بالخير، والناس بعدما عاشت في التعاسة طيلة عقود لا تريد ان تصبر عقدا أخرى، ولا تريد ان تأكل شعارات تستمد فاكهتها من الثورة، لأن زمن الشعارات ولى، والوضع في ليبيا وتونس أسوأ مما هو عليه في مصر، لدرجة أن الملتحين اليوم م الإخوان الذين يحكمون رغم مشاركتهم في الربع ساعة الأخير من الثورة يعتقدون أنهم هم الثورة، كما صرح خيرت الشاطر في مصر الذي أكد أن الثورة قام بها الإخوان دون غيرهم، ولا نعرف ماذا يسمي الشاطر المسيحيين الذين قتلوا على ايدي نظام مبارك خلال الثورة، وماذا يسمي الشباب المصري الذي لا انتماء لهم والذين سقطوا برصاص البوليس المصري في الوقت الذي كان الإخوان ينتظرون أن ترجح الكفة ذات اليمين أو ذات الشمال حتى يقرروا ، الظاهر أن الحكام الجدد في البلدان العربية لا يختلفون عن الأنظمة التي سبقت ان لم يكونوا أشر منها، خاصة حين يصادروا الثورة باسمهم، ويزورون تاريخا كان بالأمس فقط وينسبون البطولة لأنفسهم، ولا غرابة إن قام الناس في هذه البلدان بثورة ضد الثورة.