ارتبط الكفاح المغاربي ضد الاحتلال الفرنسي بعضه ببعض في صور مباشرة أو غير مباشرة طيلة فترة الاستعمار، وسعت العديد من الأطراف بغية توحيد مواجهة المحتل في كل المنطقة، وكان لذلك العديد من المظاهر التي جسدت التضامن المغاربي خلال فترة الاحتلال سواء على المستوى الرسمي أو على المستوى الشعبي الذي كان أعمق وأمتن، ومن بين المواقف التي جسدت هذا التآزر ما كان بين الشعبين الجزائري والتونسي خلال فترة الثورة التحريرية (1954-1962)، إذ احتضنت تونس الثورة الجزائرية حكومة وشعبا وساندتها أيما مساندة ودعما، وبدورهم الجزائريين سجلوا التضامن مع تونس كلما سنحت الفرصة لذلك، ومن تلك المواقف المعبرة عن ارتباط الكفاح التونسي – الجزائري ضد الاستعمار أزمة بنزرت جويلية 1961.
فرغم اعلان استقلال تونس في مارس 1956 لكنها لم تسترجع سيادتها على كامل التراب التونسي، حيث احتفظت فرنسا بقاعدة بنزرت، الأمر الذي جعل الطرف التونسي يطالب باستمرار ببسط سيادته على ترابه، وقابله الفرنسيون بالتغاضي عن هذا الطلب حينا، وبالمماطلة والمرواغة واستغلال الوضع للمناورة في قضايا أخرى أحيانا، مما أدى إلى توتر العلاقات الفرنسية- التونسية في العديد من المرات
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/05/2021
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - عقيب محمد السعيد
المصدر : مجلة الواحات للبحوث و الدراسات Volume 7, Numéro 2, Pages 395-407