الثورة التي التهمت نفسها

يقال ان الثورة بعد زمن معين تأكل اولادها، كان هذا في الثورات القديمة، اليوم صارت الثورات تلتهم نفسها، وهو ما حدث في مصر وفي تونس " عودة الانظمة السابقة" والاكيد انه مع هده التغيرات ستلتحق ليبيا وسوريا بالشقيقتين تونس ومصر، لأن ما بني على باطل مآلة البطلان، فقد اعتمد من أرادوا التغيير على الولايات المتحدة الأمريكية وعلى فرنسا وعلى برنارد ليفي، ليجعلوهم حكاما جددا على خراب اسمه بلاد، مهما قيل عن الشعوب العربية وعن تأخرها وتخلفها ومساهمة الأنظمة في هذا التخلف، إلا ان المعارضة ساهمت في التخلف أكثر، ورغم دلك استطاعت الشعوب ان تميز وتختار، وعن طريق الحدس علمت ان واشنطن وباريس لا تبنيان بلدانا حرة وبرنارد ليفي ليس نبيا. اليوم الأنظمة استرجعت الكرسي المنزوع حتى ولو كان كرسيا مكسور الركائز بعد الخسائر خلال حروب ما يسمى ثورات الربيع العربي، ويبقى التساؤل لمادا قامت ثورات لازاحة انظمة ثم عودة نفس الانظمة وان بوجوه مختلفة، الأمر كله لا يعدو ان يكون لعبة تم استنزاف فيها خيرات عربية وتهريب أموال والعبث بملايير الدولارات منهوبة في الخارج، اقتسمتها المعارضة والأنظمة ودول الغرب، والكل هنا متواطئ على الشعوب، فما يسمى بالمعارضة واحزاب وسلطة ونظام في دول العربان ليست في واقع الحال سوى عبث وديكورا للتهريب والنهب، وما على الشعوب سوى الصبر مع اصلاح الدات وسيأتي يوم لا ريب فيه تحاسب فيه المعارضة على العبث بالبلدان وعلى الأنظمة على ما فعلته طيلة سنون من الظلم .. يوم آت آت حتى ولو اكلت الثورات نفسها