دخلت بلا شك سنة 2013، المودعة قبل أيام، تاريخ السياسة والعلاقات الدولية، بالنظر لحجم وعدد القضايا الحساسة وأخطارها التي هددت أمن وسلامة واستقرار عديد الشعوب والدول ومصالح سياسية بمفهوم توازنات جديدة.فمع مجيئ شهر سبتمبر 2013 لم تنفذ الولايات المتحدة الضربة التي كانت قد خططت لها ضد سوريا، على الرغم من الإعلان عنها. ويمكن هنا تعداد الأسباب الكامنة وراء تخليها عن توجيه الضربة، غير أن السبب المركزي هو حصول تغيرات بنيوية في العالم.فقد انتهت تلك الحقبة التي هيمنت فيها الولايات المتحدة الأمريكية وتفرّدت بالقرار في الشؤون الدولية، وهذا يعود بدرجة ما إلى صعوبات أمريكية وأوروبية داخلية، ومن جهة أخرى إلى زيادة نفوذ الصين واستعادة روسيا لدورها وكفاءتها السياسية، ومن جهة ثالثة إلى تنامي دور دول متوسطة في حجمها ووزنها مثل إيران والبرازيل وأندونيسيا، وهكذا تحرك النظام العالمي باتجاه استعادة التوازن.هناك نجاح تم إحرازه في التخلص من السلاح الكيماوي إلى تسوية سياسية، فحين تتوفر النية لحل المسألة، فإن ذلك يتحقق بصرف النظر عن التعقيدات التقنية والسياسية المتعددة. فخلافا لرأي الخبراء المشكك في سبتمبر الماضي في إمكانية تحقيق الخطة الروسية، إلا أنها تتحقق في الواقع فعليا.أحداث أخرى من مجريات 2013 الهامة تؤكد ضرورة استبدال القواعد، فقد تبين فجأة أن البرنامج النووي الإيراني الذي بدأ ميئوسا من حله ولا يمكن أن ينزع فتيله إلا بطريقة واحدة هي الحرب، تبين أنه قابل للحل الى حد بعيد، مع الأخذ بعين الاعتبار أن ماتم إلى الآن في الواقع مجرد إعلان فرصة للتنفس ولكن هذا بحد ذاته يعد تقدما.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/01/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : س ناصر
المصدر : www.ech-chaab.net