اكتست العديد من ولايات الوطن خاصة الشرقية، حلّة بيضاء على إثر تساقط كميات معتبرة من الثلوج التي غطّت المرتفعات والقمم الجبلية والتي كانت مرفوقة بتهاطل الأمطار المصحوبة بالرياح والبرد القارس، وكما توقعته مصالح الأرصاد الجوية في نشريات سابقة، فقد كانت أمس، الأمطار والثلوج في الموعد على كامل المناطق الوسطى والشرقية للبلاد، فيما خصّت الثلوج مناطق الهضاب العليا وضواحيها على أن يستمر الوضع على حاله إلى غاية نهار غد، حيث يرتقب تحسن تدريجي في أحوال الطقس.واكتست عاصمة الهضاب العليا و ضواحيها منذ صباح أمس، الرداء الأبيض بعد موجة البرد الشديد التي اجتاحت سطيف منذ ثلاثة أيام، والتي تنبئ عادة بقدوم الثلوج، وفسح الرذاذ المرفوق بهبوب رياح شمالية والمعروفة محليا باسم "البحري"، المجال للثلوج التي لم تستغرق وقتا طويلا لتغطية الشوارع والأرصفة والأشجار وأسقف المنازل، وسط فرحة كبيرة للأطفال الذين لطالما يبتهجون لمشهد الثلوج.ومن المتوقع أن تستمر وتزداد الثلوج المتساقطة عبر كامل إقليم ولاية سطيف، كثافة إلى غاية بعد ظهر يوم غد الخميس، على أقل تقدير، علما أن سمك الثلوج المسجلة بأعالي الولاية لاسيما بجبلي مغريس الذي يقارب ارتفاعه 1800 متر، والبابور قد تجاوز 20 سم، في حين يتوقع رياح قوية تتعدى سرعتها ال80 كلم في الساعة مع انخفاض كبير في درجات الحرارة التي ستنزل إلى 4 درجات تحت الصفر خلال الليلة المقبلة.وبولاية باتنة بدأت ظهر أمس، الثلوج الأولى تتساقط على المدينة مع تسجيل انخفاض محسوس في درجات الحرارة، وقد عمّت فرحة كبيرة سكان عاصمة الأوراس، لاسيما الأطفال وهم يتمتعون بمنظر الثلج الذي بدأ يتكاثف في السقوط ويعطي منظرا أجمل للمساكن والأشجار. أما المرتفعات والجبال التي تحيط بعاصمة الأوراس لاسيما تلك المتواجدة بنواحي آريس وإيشمول وثنية العابد فبدأت حسب سكان هذه المناطق تكتسي رداء أبيض أدخل الفرحة إلى قلوب الفلاحين.وارتفع بشكل "كبير" المعدل المتوسط لامتلاء سدود ولاية الطارف، ليصل 60 بالمائة بفضل تساقط الأمطار الغزيرة خلال ال24 ساعة الأخيرة بهذه المنطقة، وأوضح مصدر من مديرية الموارد المائية بالولاية، بأن سد مكسة بطاقة تخزين 42 مليون متر مكعب امتلأ بنسبة 73.8 بالمائة، وأن منشأتي تخزين المياه بكل من شافية (طاقة تخزينها 162 مليون متر مكعب)، وبوقوس (25 مليون متر مكعب) تسجل كل واحدة منهما معدل امتلاء قدره 52 بالمائة، الأمر الذي سيبعد بشكل مؤقت شبح الإجهاد المائي بالولاية.ولم تمر الأمطار التي تساقطت بكميات معتبرة في الساعات الأخيرة دون أن تخلّف بعض الخسائر المادية على مستوى بعض البلديات والأحياء بمدينة بجاية، على غرار حي باب اللوز، حيث غمرت المياه العديد من المنازل خاصة القديمة منها، مما جعل السكان يستغيثون ويمضون يومهم خارج منازلهم، وهو نفس الوضع الذي عاشه سكان بلدية وادي غير بحي ملالا وتيشي وسوق الاثنين، حيث اضطر المواطنون إلى الخروج والتعبير عن غضبهم.كما أدت الأمطار إلى انجراف التربة ببعض البلديات الجبلية على غرار بوخليفة، دراع القايد، أين رزين، بوجليل وغيرها، في حين أغلقت بعض الطرقات في وجه مستعمليها بسبب سقوط الأحجار والثلوج ببعض المناطق التي يفوق علوها أكثر من 700 متر، على غرار بلديتي أكفادو وشلاطة وغيرها، وتدخلت مصالح الحماية المدنية من أجل إسعاف المواطنين الذين تضرروا من هذه الفيضانات دون أن يتم تسجيل أي حادث يذكر.وسجل بالمدية تساقط كميات من الثلوج غطّت جزءا كبيرا من وسط وشمال الولاية، مما تسبب في إعاقة حركة المرور أمس، ببعض أجزاء الطريق الوطني رقم 1 الرابط بين شمال وجنوب البلاد، وذكرت مديرية الأشغال العمومية، أن حركة المرور ببعض أجزاء الطريق الوطني رقم 1 في شطره العابر لتراب ولاية المدية، لاسيما على مستوى الحمدانية وبن شكاو و«الفرنان" عرفت اضطرابا إثر تساقط الثلوج التي غطّت جزءا كبيرا من وسط وشمال الولاية.وضاعفت فرق كسح الثلوج المنتشرة منذ الأحد الماضي، عبر محاور الطرقات الحساسة من تدخلاتها لتجنيب غلقها، بالاضافة إلى تجنيد وسائل بشرية ومادية هامة لضمان أمن المستعملين، للإشارة انتشرت فرق التدخل للحماية المدنية منذ الساعات الأولى من نهار أمس، بمختلف أجزاء الطريق الوطني رقم 1 الرابط بين شمال البلاد وجنوبها من أجل تقديم المساعدة لأصحاب المركبات المارين عبر هذا المحور الاستراتيجي للتمكن من التدخل السريع لدى تسجيل حوادث المرور.وبالبويرة سجلت المحطة الشتوية لتيكجدة المتواجدة شمال شرق الولاية، وكذا مرتفعات المنحدر الجنوبي لسلسلة جبال جرجرة تساقط الثلوج الأولى لهذا الموسم، والتي لم تتوقف عن التساقط بهذه المنطقة منذ ليلة الاثنين، حيث غطت قمة الجبل بالمحطة الشتوية لتيكجدة وكذا مرتفع لالا خديجة، باعثة السرور في نفوس الزوار الذين لم يمنعهم البرد القارس من التردد على المنطقة والتمتع بجمال الطبيعة بهذه المواقع السياحية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/12/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ج أ ح ح واج
المصدر : www.el-massa.com