الجزائر

الثلوج تحاصر مجددا 14 ولاية و91 طريقا مشلولا نزوح من القرى والمداشر خوفا من الموت تحت الأنقاض


أعادت العواصف الثلجية شبكة الطرق إلى وضعها السابق منذ بداية التقلبات الجوية، حيث ارتفع عدد الطرق المقطوعة إلى 91 طريقا وطنيا وولائيا، بعد تراكم الثلوج التي تعدى سمكها المترين، وامتدت حالة الحصار إلى 14 ولاية، في الوقت الذي قررت عائلات النزوح من القرى  إلى المدن خوفا من الموت تحت أكوام الثلج، بسبب قلة المؤونة.

 أربكت الثلوج التي لا تزال تتساقط على أغلب ولايات الوطن، سكان القرى والمداشر بكل من تيزي وزو والبويرة والمدية وجيجل، خصوصا مع استمرار أزمة قارورة غاز البوتان والانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي. ونقل شهود عيان ومقربون من عدد من العائلات لـ''الخبر''، نزوح العشرات من العائلات نحو أقاربهم بوسط المدن وصولا إلى الجزائر العاصمة، بعد استحالة تحسن الأحوال الجوية، واحتمال تساقط ثلوج أكثر مع الأيام القليلة المقبلة.
واضطرت عائلة ''حموي'' بأعالي قرى عين الحمام بتيزي وزو، إلى الهروب بعد أن تمكنت قوات الأمن المشتركة من فتح الطريق بشكل جزئي، ونقل عدد من أفراد العائلة في اتصال هاتفي ''لم يكن بقدورنا الانتظار فقد سرنا على الأقدام عشرات الكيلومترات إلى أن وصلنا إلى الطريق الذي لا تزال مصالح الأمن المشتركة والأشغال العمومية تواصل فتحه، لأن بيننا مصاب بالقصور الكلوي، ولم يكن بإمكاننا الانتظار أكثر''.

وأضاف أحد أفراد العائلة ''..المؤونة والمساعدات لم تصلنا إلى القرى والمداشر، بسبب كثافة تساقط الثلوج وتراكمه''. وأما آخرون فأشاروا إلى أنهم يحسون بنوع من الإهانة بالمساعدات التي تصلهم على ظهور أعوان الحماية المدنية في ''كارتون'' وعليه راية الجزائر، وكأننا غرباء عن هذا الوطن والدولة الجزائرية تقدم لنا المساعدات''. واستنكر هؤلاء أن يتم تقديم مساعدات من مواد غذائية، في وقت لا يتوفر غاز البوتان ولا حتى الحطب والكهرباء، وقال البعض إن ''مكونات حصة المساعدات لا تحتوي إلا على البسكويت والحمص والعدس والفاصولياء والتونة والزيت والسميد والسكر والقهوة وحليب الغبرة، في حين أننا بحاجة إلى الأدوية والخضروات والأكل الساخن''. الأكثر من هذا، فإن أكوام الثلوج التي لا تزال فوق أسطح المنازل منذ ثلاثة أسابيع تقريبا، تسببت في إحداث تشققات وتصدعات على مستوى البيوت، بما يهدد بانهيارها، بالإضافة إلى الخوف من تكرار حدوث انهيارات ثلجية كالتي وقت الأسبوع الماضي وأدت إلى وفاة شخص في تيزي وزو. وتشير وضعية شبكة الطرق المقدمة من طرف خلية الاتصال بقيادة الدرك، إلى أن ولاية البويرة عادت إلى نقطة الصفر، بسبب تراكم الثلوج، حيث قطعت بها 20 طريقا، إضافة إلى الطريق الرابط بين هذه الولاية وتيزي وزو وأعالي جرجرة. أما تيزي وزو فتشهد حصارا في مرحلته الثانية، بسبب العواصف الثلجية وبرودة الطقس، حيث بلغت درجة الحرارة أقل من 14 درجة مئوية تحت الصفر في قرى ومداشر ياكوران وأزفون وغيرهما، وبلغ عدد الطرق المقطوعة، حسب نفس البيان، 16 طريقا وطنيا وولائيا وبلديا. الأكثر من هذا كله، لا تزال مرتفعات جيجل محاصرة بالثلوج، في الوقت الذي استغاث  السكان بالسلطات لإمدادهم بحليب الأطفال والرضع والأدوية، وضرورة نقل المرضى إلى المستشفيات، في غياب سيارات الإسعاف، وبلغ عدد الطرق المقطوعة 7 طرق.
وتشهد شبكة طرق كل من بومرداس والبليدة على مستوى الشريعة وتيبازة والشلف والمدية وعين الدفلى وتيسمسيلت وبرج بوعريريج وبجاية وسكيكدة، حالة مشابهة ووصل العدد الإجمالي للطرق في 14 ولاية إلى 91 طريقا.
وشهدت الجزائر العاصمة، أمس، تساقطا للثلوج امتد إلى ساحة أول ماي وديدوش مراد وبوزريعة والعاشور وبن عكنون، مع تسجيل انخفاض محسوس في درجة الحرارة، وصعوبة في حركة المرور بسبب تراكم الثلوج.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)