الجزائر

الثروات المنجمية لتنويع الاقتصاد ودخول الأسواق العالمية



❊ مشدال: الرئيس تبون يؤسّس لاستراتيجية جديدة لاقتحام الأسواق الدولية❊ بوحرب: إرادة سياسية كبيرة لتحقيق الأمن
❊ الطاقوي وإعادة تشغيل الدورة الاقتصادية
❊ حميدوش: المشاريع الجديدة ستمكّن الجزائر من التخلي عن الاستيراد تدريجيا
ستتمكن الجزائر من خلال استغلال قدراتها في القطاع المنجمي، من إعادة تشغيل الدورة الاقتصادية وتنويع الاقتصاد الوطني وتحصينه من الهزات المتكررة لسوق النفط، مايسمح بخلق قيمة مضافة من خلال تحويل هذه الموارد الطبيعية بدل تسويقها في شكلها الخام، وإيجاد مكانة في الأسواق العالمية وتحقيق مكاسب جيواستراتيجية من خلال استقطاب استثمارات أجنبية تسهل عمليات التصدير بحكم علاقات مستثمريها في الأسواق الخارجية التي تشهد منافسة شرسة.
أكد البروفيسور في الاقتصاد والمالية بجامعة البليدة 2 حكيم بوحرب ل"المساء"، أمس، بأن توجّه الجزائر نحو استغلال "الثروات النائمة" بالمناجم من خلال مشاريع غارا جبيلات للحديد، ووادي أميزور للزنك والرصاص، وكذا منجم الفوسفات بعنابة، ينم عن وجود إرادة سياسية عالية لتحقيق أمن طاقوي وإعادة تشغيل الدورة الاقتصادية من خلال التوجه نحو تحويل هذه الموارد من حديد وزنك ورصاص وكذا فوسفات من شكلها الخام إلى مواد نصف مصنعة أو مصنعة.
وأضاف أن منجم غارا جبيلات الذي يعد ثالث مخزون عالمي للحديد سيمكن من استخراج 100 ألف طن قبل نهاية السنة الجارية، و50 مليون طن في 2026، بما سيمكن من توفير ملايين الدولارات، وتحقيق صناعة حقيقية رائدة في مجال الفولاذ والحديد الصلب بالجزائر، والتحسين من القدرات الوطنية وبلوغ الاكتفاء الذاتي وتنويع الاقتصاد وتحريك اقتصاديات أخرى على رأسها الصناعة.
وأفاد بوحرب أن الاستغلال القدرات المنجمية للجزائر سيكون له أبعاد استراتيجية من حيث جلب الاستثمار الأجنبي عن طريق التعاقدات مع شركاء أجانب، وهو ما يمكن من استقطاب رأسمال المباشر وتوطين أعمال هذه الشركات الأجنبية ضمن الاقتصاد الجزائري، مع الاستفادة من خبرة هؤلاء الشركاء الذين يملكون تجربة وقدرة على ولوج الأسواق العالمية، مشيرا في الوقت ذاته، إلى أن الجزائر حققت بهذه المشاريع خطوة إيجابية ومكاسب جيواستراتيجية ستمكنها من تحسين الميزة التنافسية في الأسواق التي تعرف سيطرة كبرى الشركات العالمية.
كما أضاف محدثنا بأن هذه المشاريع ستوفر مناصب الشغل وستنشط أقاليم كانت في وقت مضى معزولة بتحقيق التنمية والتقليص من معدل البطالة.
من جهته أكد البروفيسور في العلوم الاقتصادية بجامعة الجزائر، عبد القادر مشدال بأن التوجّه نحو الاستغلال المنجمي سيمكن من إيجاد بدائل للبترول والغاز، ويمكن من تخطي تأثر الاقتصاد الوطني من تراجع أسعار النفط من فترة إلى أخرى.
وأضاف مشدال بأن إلحاح رئيس الجمهورية على تحويل هذه المواد المنجمية وعدم تصديرها في شكلها الخام سيخلق قيمة مضافة عالية، ما سيؤسس لمكانة كبيرة للجزائر في السوق الدولية. وأضاف مشدال بأن استغلال القطاع المنجمي سيحرك عجلة الاقتصاد في المجال الصناعي، الفلاحي، والبناء وغيرها، غير أن هذه السياسة تستدعي – كما قال – تسطير خطة عمل استراتيجية على مدى زمني معين لخلق الثروة وزيادة حجم وقيمة الصادرات، موضحا أن هذه الخطة لابد أن تأخذ بعين الاعتبار البعد الإفريقي لإيجاد تكامل مع السوق الإفريقية لمواجهة أصحاب المصالح والمؤسسات المتعددة الجنسيات التي تستحوذ على سوق المواد الأولية.
ولتطوير استغلال هذه المناجم وتحويل مواردها يرى الخبير في الاقتصاد، أمحمد حميدوش، ضرورة إدراج مخابر البحث والجامعات في الإشكاليات المطروحة ذات الطابع التقني من أجل الوصول إلى منافذ جديدة تنتهي ببراءات اختراع تعود بمداخيل بالعملة الصعبة، مشيرا إلى أن هذه المشاريع ستمكن الجزائر من توفير احتياطات العملة الصعبة بالتخلي عن الاستيراد، كما تطرق الخبير إلى أهمية الاحتكاك بالخبراء الأجانب لاكتساب التجربة من أجل تطوير التكنولوجية الجزائرية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)