''التيار الإسلامي لا يخيفني''

أبدى عازف ''الجاز'' التونسي، فوزي الشكيلي، عدم تخوفه من تضييق التيار الإسلامي على المشهد الثقافي في تونس ''مادام أن هناك تحسنا ملحوظا في الأوضاع بعد سقوط نظام بن علي''. وكشف في حوار مع ''الخبر''، على هامش مشاركته في فعاليات تظاهرة ''جذور وأنغام''، عن إعجابه بمحمد روان وفريد لعجاج.
يعدّ الحفل الذي أحييته، نهاية الأسبوع، بقاعة ''ابن زيدون''، الأول من نوعه في الجزائر العاصمة، كيف وجدت تجاوب الجمهور؟
الجمهور الجزائري إجمالا والعاصمي خصوصا، جمهور رائع وصادق وذوّاق للفن، فهو يتفاعل مع الفنان بشكل مباشر وبمشاعر نابعة من القلب، الأمر الذي يترجم حبه للاطلاع والاكتشاف، ويعكس إلمامه بمختلف الطبوع الغنائية وشتى الأنماط الموسيقية، وقد لاحظت هذا خلال مشاركتي الأولى والثانية في المهرجان الدولي ''ديما جاز'' بقسنطينة، وكذا مشاركتي الحالية في موعد ''الجاز الآخر''، الذي تنظمه الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي.
تعتبر من أحسن عازفي ''الجاز'' بتونس، فما واقع هذا اللون الموسيقي؟
رغم وجود حركية وعدد هائل من العازفين والمهتمين بموسيقى ''الجاز'' في تونس، إلا أن غياب التكوين ونقص المحترفين وتدني المستوى الثقافي، كلها عوامل تتصدر قائمة الدوافع التي جعلت ''الجاز'' يقتصر على شريحتي النخبة والشباب دون سواهما. صحيح أن ثمة ورشات وأجنحة خاصة ب''الجاز'' في معاهد الموسيقى بتونس، منها المعهد الذي أدرّس فيه، علاوة على تنظيم مهرجاني ''طبرقة للجاز'' و''الجاز في قرطاج''، لكن يبقى هذا غير كافٍ، نحن في حاجة إلى إستراتيجية تمكننا من تحسين الجانب التقني الأكاديمي.
ألست متخوفا على مستقبل الإبداع الفني من صعود التيار الإسلامي؟
أنا لست سياسيا، ولكن بحكم الرسالة النبيلة التي أحاول تمريرها عبر الفن، يظهر لي أن قاعدة التعايش لا تُبنى إلا على مبدأ الاحترام المتبادل، أي أن أحترمك وتحترمينني، وهو ما يسود المجتمع التونسي، منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. صحيح أننا لم نرَ بعد انعكاسات الثورة على المشهد الثقافي. لكن، بالمقابل، ثمة انعكاسات إيجابية على المجتمع التونسي ككل. لا يخيفني التيار الإسلامي مادام أنه لم يولّد أي ضغط. شخصيا أعمل بشكل طبيعي جدا، كما أن هناك إرادة سياسية قوية للتغيير، سواء من قبل السلطة أو الأفراد. أتمنى أن ننجح في تحقيق الديمقراطية التي تليق بمقام ثورتنا.
وماذا عن جديدك؟
أشتغل، حاليا، على مشروع مشترك يرتقب أن يجمعني مع الفنانين محمد روان وفريد لعجاج، بالإضافة إلى مشروع يجمع أربعة عازفين تونسيين، وأعوّل عليه كثيرا لتقديمه في المهرجان الدولي للقيثار بقرطبة في إسبانيا، شهر جويلية القادم.