الجزائر

التيار الإسلامي اكتسح المدينة السياحية سكان طنجة اختاروا ''العدالة والتنمية'' والمقاطعون لا يثقون في الانتخابات



عاشت مدينة طنجة الساحلية الحدث الانتخابي كبقية المدن المغربية. ومثلما كان متوقعا من طرف المتتبعين، فإن حزب العدالة والتنمية ذا التوجه الإسلامي فاز بالأغلبية الساحقة، لكن المتجول في هذه المدينة الجميلة القريبة من إسبانيا، والتي تأثـر سكانها بالثقافة الإسبانية، يستبعد في الوهلة الأولى اختيار سكانها للإسلاميين في الانتخابات التشريعية. وفور الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات، رصدنا آراء ومواقف المواطنين في بعض أحياء طنجة، والتي كانت متضاربة، لأن من انتخبوا اختاروا التيار الإسلامي الذي يمثله حزب العدالة والتنمية ، مثلما هو الحال في حي القصبة العتيق الذي عبر لنا كل من استجوبناهم فيه تعاطفهم مع التيار الإسلامي، في حين فضل البعض المقاطعة مبررين ذلك بعدم ثقتهم في الأحزاب المشاركة والتي تزعم، حسبهم، تمثيل الشعب في البرلمان. الحركة في شوارع طنجة، أمس، كانت جد عادية ولم تختلف عن بقية أيام السنة، كما صرح لنا بعض سكانها. ورغم معرفة نتائج الانتخابات في الصباح الباكر بفوز ممثل التيار الإسلامي، إلا أن مظاهر الاحتفالات بالانتصار كانت غائبة في المدينة السياحية. لكن ذلك لم يمنع الشارع الطنجاوي من الحديث عن الانتخابات ونتائجها، ودفعنا فضولنا للاقتراب من بعض المواطنين لمعرفة رأيهم في هذه الانتخابات، فقصدنا عاملا في مطعم قرب ميناء طنجة يدعى حمزة الذي رد قائلا: منحت صوتي لحزب العدالة والتنمية ، فقد أعجبت ببرنامج هذا الحزب، وأظن أنه حان الوقت لمنح الفرصة للتيار الإسلامي، لأننا نعرف جيدا قادته الذين كانوا دائما قريبين من المواطن البسيط ويشعرون بمعاناته، وما نريده هو تحسين وضعنا الاجتماعي والعيش في رخاء بتوفير العمل والعيش الكريم . هذه العبارات وأخرى رددها أيضا سائق سيارة أجرة رحب بي بمجرد علمه أنني جزائري، ومظهر لباسه كان يوحي بأنه انتخب على حزب العدالة والتنمية . وقال في هذا السياق: صوتي سأسأل عنه يوم القيامة أمام الله، ولهذا اخترت ما هو أصلح للبلاد والعباد، وقد وحملنا مسؤولي هذا الحزب مسؤولية كبيرة، ومصير الشعب هو أمانة في أعناقهم . وعن سؤالي حول ما إذا سيؤثـر فوز التيار الإسلامي على السياحة في هذه المدينة السياحية، رد قائلا: نرفض مداخيل السياحة التي تأتي من أموال الحرام ومن الخمور والمراقص، وهناك عدة وسائل يمكن استغلالها من أجل تطوير السياحة . لكن الفوز الساحق لحزب العدالة والتنمية في طنجة لم يخف موقف البقية الصامتة التي قررت المقاطعة، ومنها من استجاب لنداء حركة 20فبراير، والبعض قرر المقاطعة اقتناعا منه بأن كل الأحزاب التي تسابقت على كراسي البرلمان لن تخدم مصالح الشعب. وفهمنا من كلام البعض منهم أن اليأس تولد لدى بعض المواطنين من سلوكيات الطبقة السياسية، وهو ما صرح لنا به ر. وسام ، عامل بأحد الفنادق الفخمة في طنجة، حيث قال: لم أنتخب ولن أنتخب مستقبلا، لم نعد نثق في الأحزاب ولا في السياسيين، هذه لعبة سياسية يريدون منها الكذب على الشعب . أما الطالبة حياة، القاطنة بحي العتيق بطنجة، ورغم اعترافها بأن إخوتها صوتوا لحزب العدالة والتنمية ، إلا أنها رفضت الإدلاء بصوتها، وفضلت تلبية نداء حركة 20 فبراير، مبررة موقفها بأن تهميش الشباب لا يزال متواصلا، حيث أبدت تخوفها من تأثير التيار الإسلامي على المجتمع المغربي وتحويله إلى متشدد مثلما هو الحال في أفغانستان.  


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)