لا يعقل أن يترك شعب عبر العالم ثروة وهبها الله إياها دون أن يوظّفها بعقلانية وفعّالية في تنمية أجياله وتحصين سيادته، ولذلك تسعى الجزائر للاستثمار في كافة مواردها البشرية والباطنية وكذا السطحية قصد تأمين مواصلة مسار التنمية الشاملة ومواجهة الانعكاسات السلبية لانهيار أسواق المحروقات، خاصة في هذا الظرف العصيب.في هذا الإطار يندرج مسعى استكشاف ما تزخر به بلادنا من ثروات على غرار الغاز الصخري الذي أثار جدلا في وقت سابق نتيجة سوء طرح المسألة للرأي العام واستغلال ذلك من بعض الأوساط للتموقع في المشهد السياسي والانتخابي من خلال إثارة مخاوف السكان عن طريق التلاعب بالمعطيات وترويج أخبار مغلوطة. غير أن اليوم، تمّ قطع الشك باليقين بعد أن بادرت الحكومة بمخاطبة الرأي العام، عن طريق موقعها الالكتروني، لتشرح وفقا لخيار الشفافية والوضوح، كل ما يتعلّق بالخيارات الإستراتيجية المتاحة لتحصين مستقبل البلاد وحماية حقوق الشعب الجزائري وبدرجة أكبر منح السكان في المناطق المعنية - الذين يتابعون عن كثب تطورات المسعى ويدركون مدى أهمية التعامل معه بمسؤولية وتبصّر عميقين - فرص جديدة للتطور والازدهار وإدراك الرفاهية، كون انتعاش الاستثمار يوفر فرص عمل ويحقّق قيمة مضافة تسمح للإنسان أن يواكب عصره.
وبفضل التواصل المباشر مع الرأي العام المحلي قصد وضعه في بينة من الأمر، يمكن انجاز خطوات ملموسة على صعيد استكشاف باطن الأرض، قصد التحقق من حجم الثروة الكامنة فيه، والعمل بالموازاة على صعيد تنمية القدرات الوطنية في مجال التنقيب والاستغلال ضمن شراكة أجنبية نوعية ووفقا لمخطط استثمار صارم وجلي من كافة الجوانب بما في ذلك الضمانات القانونية والفنية المتعلّقة بحماية البيئة، خاصة الثروة المائية التي تزخر بها صحراؤنا وتشكّل مكسبا ثمينا للأجيال، مما يستوجب التعامل معها بحذر وعقلانية بعيدا عن أي تسرع أو ارتجال. ومن شأن التطور التكنولوجي الذي يقدّمه العلم، خاصة في مجال الاسترجاع وإعادة الاستعمال أن يساهم في تعزيز ضمانات حماية المياه الجوفية.
ويحمل التأكيد على أن كل ما يتم القيام به في هذا المجال يبلّغ للسكان في حينه ويوضع في متناول الرأي العام المحلي والوطني، ضمانة أخرى لم تكن متوفرة في فترة سابقة، حينما تعثر المسعى بفعل سوء التواصل وشحّ المعطيات، مما يعزّز من علاقة الثقة ويؤسس لمرحلة جديدة يكون فيها العنصر البشري حلقة معنية بما يجري حوله، من حيث أحقيته في المعلومة الدقيقة من مصدرها وإشراكه في مرافقة المشروع، وسيكون لتوسيع مجال التواصل بكافة الوسائل خاصة التكنولوجيات الجديدة وشرح الملف من كافة جوانبه الفنية والعلمية والاقتصادية أثره الايجابي على السكان المتمسكين بكل مشروعية بحقوقهم في التنمية والرفاهية.
وانطلاقا من قيمة المواطنة التي تتميز بها الشركة الوطنية للمحروقات «سوناطراك»، التي تعتبر قاطرة التنمية وقلبها المالي النابض، يمكنها أن توسّع من مجال كسب الثقة بإلقاء جسور التواصل مع المجتمع وتجسيد التعهدات المعلنة، بما يقطع الطريق أمام من يتحينون الفرصة لتعطيل عجلة التنمية عن طريق التهويل بالإشاعة وتسويق خطاب مغرض ينطلق من التلاعب بمشاعر الناس مستغلين في ذلك تكنولوجيات التواصل الجديدة، وهو ما يخدم بشكل كبير مصالح قوى أجنبية تفعل المستحيل من وراء الستار لممارسة الضغط المالي والاقتصادي على الجزائر محاولة ضرب سيادتها الوطنية من نافذة تعطيل التنمية وحرمانها من موارد وثروات نائمة مثل الغاز الصخري.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/10/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سعيد بن عياد
المصدر : www.ech-chaab.net