التوابل العطرية نكهة الوصفات التقليدية

أشار فارس، عالم أخصائي في تكوين التوابل العطرية وتجفيفها من ولاية بجاية، إلى أن الإقبال على التوابل يعرف خلال الأعياد الذروة، إذ تشهد هذه الحرفة إقبالا واسعا من طرف النساء الراغبات في تحضير أكلات تقليدية خاصة بتلك المناسبات، ولا تكتمل بهجة لقاء العائلة إلا حول مائدة تزينها أصناف من المأكولات بوصفات الأجداد الأصلية.جاء لقاؤنا بالمختص في التوابل، على هامش معرض الصناعة التقليدية المنظم بساحة البريد المركزي، لإحياء الأسبوع الثقافي الأمازيغي عشية يناير، حيث أوضح أن التوابل العطرية جزء لا يتجزأ من الثقافة الجزائرية عامة والأمازيغية، حيث قال إن تقاليد الطبخ في الجزائر تختلف من منطقة إلى أخرى، ووصفاتها تختلف باختلاف محتويات كل وصفة، فمثلا هناك مناطق تفضل مذاقا حارا، وأخرى مذاقا حلوا، في حين من الولايات من تفضل الطبخ بالأعشاب العطرية، وعليه يشهد الإقبال على محلات بيع التوابل الذروة في كل عشية من تلك المناسبات.
أبرز المتحدث أن عمله يتمثّل في تجفيف بعض الخضار والأعشاب وتحويلها إلى توابل، لاسيما تلك التي تستعمل في المطبخ البجاوي، على غرار "الفلفل العكري الحار" أو الطماطم أو "الخروب"، حيث يقوم بتجفيفها، ثم يطحنها ليكون بذلك مسحوقا يستعمل في الطبخ مباشرة، بإضافة كمية منه في الطعام، وبذلك تتغير كل النكهة.
قال فارس عالم، إن الطبخ التقليدي من أساسيات الثقافة التي تفتخر بها كل دولة، والجزائر من الدول التي تزخر بأطباق متعددة تشكل فهرسا كاملا من الوصفات اللذيذة، التي تميزها توابل محددة، على غرار الكمون، الفلفل الأسود، الكروية، العكري وراس الحانوت..، بذلك تشكّل مزيجا رائعا من العطور التي تضفي لمسة خاصة على كل طبق تقليدي، مثل "الكسكسي، الشخشوخة، الرشتة، الزفيطي، المثوم، المدربل، الشطيطحة" وغيرها من الأطباق التي تختلف باختلاف المنطقة.