الجزائر

التنوع الثقافي إسمنت الجزائر المسلّح



* email
* facebook
* twitter
* linkedin
حذّر وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي، أمس، من أن الجزائر لن تسمح للمتربصين بها باستغلال تنوعها الثقافي لضرب وحدتها وتجانس شعبها، مؤكدا أن هذا التنوع الثقافي الذي تزخر به بلادنا لن يزيدها إلا قوة على قوة وتجانسا وحرصا على وحدة الكلمة.
جاء تحذير وزير الشؤون الدينية في كلمة ألقاها خلال إشرافه أمس، على افتتاح فعاليات ندوة علمية حول "الوحدة الوطنية والتراث الأمازيغي الجزائري" بدار الإمام بالجزائر العاصمة، قال فيها "لن نسمح للمتربصين بنا بأن يدخلوا من خلال هذا التنوع الذي هو ثراء وغنى وقوة لنا، ويستغلوه ليضربوا وحدتنا ويفسدوا علينا حلاوة عيشنا في وطننا الواحد"، مضيفا أن كل نداء ممن ما وصفهم بأنهم "أصوات نشاز" هنا وهناك "لا تمثل رؤية الجزائريين لهذا الانسجام الموجود في أمة يسير خطابها الديني في فلك نبذ الغمز والهمز واللمز".
كما أكد المتحدث على ضرورة حماية الجزائر من خلال "الخطاب الجامع والهادئ الذي يدفع الغيبة والنميمة والكراهية ويدفع زرع البلابل والقلاقل والفتن التي لا نعتبرها إلا نفخة من نفخات إبليس يريد إشعالها"، مبديا اطمئنانه على الأمة الجزائرية التي قال إنها بخير بتنوعها الثقافي الذي يميزها والذي يزيد في وحدتها وتماسكها.
وفي سياق متصل ثمّن رئيس المجلس الأعلى للغة العربية صالح بلعيد، التوجه نحو إصدار قانون لتجريم العنصرية قائلا "نحن نبارك لأنفسنا ولرئيس الجمهورية، إصدار مثل هذا القانون لأنه لا يجوز أن نجعل من الجزائر 48 بلدا، كما يجب أن تكون هناك ضوابط صارمة جدا تعطي للدولة هيبتها"، مشيرا إلى أن الجميع مطالب بالعمل على تطبيق وترسيخ القانون على أرض الواقع.
أما فيما يتعلق بالندوة العلمية حول الوحدة الوطنية والتراث الأمازيغي الجزائري، فقال رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، إنه "بالعربية نرتقي ولقد ارتقينا بالأمازيغية يقينا وبالإسلام نشكل العروة الوثقى"، مؤكدا أن هذا الثلاثي المتكامل جسّده الأجداد الذين تعاملوا تعاملا علميا معه، حيث وجدوا فيه المنقذ من الضلال الذي كانوا فيه فأخذوا العربية باعتبارها لغة القرآن، وحافظوا على منظومة القيم التي كان الأمازيغ يعيشونها دون مشاكل.
وأضاف المتحدث أنه "لو عدنا إلى الوصفة التي وضعها الأجداد لما وقعنا في كل هذه القضايا التي تندرج الآن في ما يخدش الحياء العام وتجلب لنا بعض القلاقل"، داعيا النخبة الوطنية والمفكرين إلى الاستناد إلى مرجعيات التاريخ الوطني الذي ترسخ على مدار 15 قرنا وتثمينه، كما دعا وسائل الإعلام إلى العمل على ترسيخ القيم التي توحد وتجمع وعدم الترويج لخطاب الكراهية والعنصرية والتفرقة.
للإشارة، ألقيت في الندوة محاضرات لأساتذة جامعين ومختصين أجمعوا على أن التراث الأمازيغي كان ولا يزال وسيكون دائما عاملا من عوامل الوحدة الوطنية، ومكونا من مكونات الجانب الفكري الذي جمع الأفراد والجماعات في وطن واحد هو الجزائر.
كما عبّر المتدخلون في الندوة عن فخرهم لامتلاك الجزائر مثل هذا التنوع الثقافي الضارب في أعماق التاريخ، والشاهد على أننا امة لها تاريخها وهويتها وأمجادها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)