بصرف النظر هنا عن الخوض في مفهوم التناص خوضا استطراديا طويلا خشية على أنفسنا من صرفنا عمّا نحن بصدده، فإن البشير الإبراهيمي من أكثر الأدباء والكتاب الّذي جرفهم تيار التناص جرفًا، بارزًا في نصوصهم الواحدة تلو الأخرى، فنصوص البشير الإبراهيمي بجميع أصنافها الجنسية لا تكاد تخلو خلوا صريحا أو تلميحا مما داخل لاحقها بنصوص سابقة، وفي جميع المستويات الإفرادية والتركيبية والمعاني البعيدة، والإشارات القريبة سواء شعر بذلك قارئها إذا كان له حظ من ثقافة لسانية وأدبية ولغوية،... وتحصيل لمتون شعرية، وأراجيز، وأقوال العرب المأثورة،... أم لم يشعر إذا كانت ثقافته بسيطة أو سطحية، وأنا لا أدّعي لنفسي ما لا أملك، لأصنّف نفسي من المحظوظين أو الموسوعيّين، ولكنّي سأستعين بما يختلج في صدري من معطيات لغوية وأدبية تتفاعل قراءتي هذه بها، وإذا ما أفلت معطى أو أكثر، ولا أشك أدنى شك في ذلك، فإن الإلمام بظاهرة إلماماَ أوسعَ خير من أن تنفلت كلها منك.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 21/12/2021
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - عبد الجليل مرتاض
المصدر : اللّغة العربية Volume 13, Numéro 2, Pages 23-61