الجزائر

التنظيم المحكم للثورة.. هز الاستعمار



التنظيم المحكم الذي ميز ثورة اول نوفمبر سمح لها بان تقارع الاستعمار في كل الجزائر انذاك وبالرغم الاساليب الجهنمية التي اتبعها الاحتلال من إقامة للأسلاك الشائكة عبر خطي شارل وموريس والمحتشدات والسجون، فانه فشل فشلا في كسر شوكة كفاح هذا الشعب وهذا الرهان الخاسر،، كان بفضل الدقة في تسيير نضال الجزائريين من قبل القيادة انذاك،، التي كانت على دراية تامة بما يجري من مناورات لاجهاض ارادة الجزائريين في نيل حقوقهم.. سواء في المدن او في القرى.
ولانعتقد ابدا بان مظاهرات 11 ديسمبر 1960 من وحي «العفوية» هذا حكم يتطلب من المؤرخين العمل على قدم وساق من اجل ابطال مثل هذه الاقوال الصادرة هنا وهناك والتي دخلت ادبيات البعض من خطابات المؤرخين للاسف الذين يعتقدون بان مظاهرات 11 ديسمبر كانت من تلقاء تحركات غير منظمة، شباب من الجزائريين الاحرار رفضوا حقرة المعمرين، وخرجوا في مظاهرات عارمة، قد يكون هذا الطرح او هذه الصورة مقبولة نظرا لحرارة هذا الشعب وكرهه للاستعمار لكن يجب ان ندرجها في اطارها النضالي اليومي، الذي يقاوم الاستعمار بكل الوسائل المتاحة حتى في مقابلات لكرة القدم في تلك الفترة.
فمظاهرات 11 ديسمبر 1960، لم تكن عفوية بالمفهوم هذا الاصطلاحي، وانما «العفوية» تعني ان الشعب الجزائري كان مستعدا في كل لحظة للتعبير عن مواقفه الرافضة للاستعمار الغاشم دون اوامر، لأن الثورة هي الشعب.
لذلك فلا يعقل بعد خمسين سنة من هذه الاحداث هناك من مازال يتكلم عن «مظاهرات عفوية» والتي تخفي اشياء لايمكن القبول بها كالسعي للفصل بين «قيادة الثورة»، و«الشعب» لايجب ان نقع في مثل الاخطاء الفادحة، لان امتدادات الثورة كانت في الاوساط الشعبية وكل تحرك ايجابي ينسب لها، على انها تتمتع بقدرة فائقة في التعبئة، ولاتترك المجال للاشياء «العفوية»، وهذه رسالة واضحة للمؤرخين وكل الذين وقفوا على هذه المظاهرات كشهود عيان ان لايعفوا في فخ المدرسة التاريخية الكولونيالية التي تريد ان تشوه مسار الاحداث، بالادعاء بان الشعب الجزائري لم يكن مع الثورة، هذه اكاذيب لايمكن تصديقها ابدا وهناك من يعتقد بان وقع كان عفويا، متناسبا بان نظام الثورة هو الذي كان سائدا أنذاك.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)